انفصال الأكراد

انفصال الأكراد

انفصال الأكراد

 العرب اليوم -

انفصال الأكراد

بقلم : عمرو الشوبكي

صوّت حوالى 93% من أكراد العراق لصالح انفصال إقليم كردستان عن الجمهورية العراقية، رغم الصعوبات الكثيرة التى مازالت تواجه الإقليم من أجل تحقيق استقلاله عما تبقى من الجسد العربى.

إن النقاش حول قضية الأقليات القومية والعرقية فى العالم العربى حديث شائك، لأنه كثيرا ما يدفع البعض لتكرار حديث المؤامرة الذى يحول المنطقة كلها إلى مفعول به ويجعلها فى صورة العاجز عن أى مقاومة أو فعل، ولو ببناء نموذج تنموى وديمقراطى فى الداخل يواجه تحديات الخارج.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية والتركية والفارسية، وليس مطلوبا أن يعيشوا قهرا تحت حكم أى قومية أخرى كما جرى لفترات طويلة، خاصة أن تاريخهم الحديث هو تاريخ صراع دائم مع كل القوميات التى حاولت أن تذيب هويتهم القومية.

صحيح أن هناك قوميات كثيرة ذابت فى قوميات أخرى، وهناك من تحولت «أقصى أمانيها» إلى الحصول على حكم ذاتى، أو احترام لغتها وخصوصيتها الثقافية فى ظل سيطرة (وحكم) قومية أخرى، بمعنى أنه لا توجد قاعدة تاريخية تقول إن كل القوميات أسست دولا مستقلة، ولا كلها ذابت فى قوميات أخرى، ويصبح من الصعب فصل العوامل الجيوسياسية عن الحق الأخلاقى فى تقرير مصير أى قومية دينية أو عرقية.

إن الدولة الكردية المستقلة وارد نجاحها فى العراق رغم الصعوبات الحالية، نظرا لضعف الدولة العراقية، ولكنه مستحيل نجاحها فى تركيا أو إيران نظرا لقوة الدولة والنظام السياسى هناك.

فالمؤكد أن استفتاء أكراد العراق مستحيل أن يقوم به أكراد تركيا أو أكراد إيران، ولكن ربما يقوم به فى المستقبل أكراد سوريا، فالأمر لا يخضع فقط لصحة الموقف الأخلاقى والقانونى بضرورة إعطاء حقوق المواطنة الكاملة للأقليات المختلفة وحقها الثقافى فى التعبير عن عاداتها وتقاليدها وتعلم لغتها، وهو ما انتزعه جزئيا معظم أكراد المنطقة، إنما أيضا لاعتبارات سياسية داخلية وخارجية كثيرة.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية، هذا واقع تاريخى وثقافى لا علاقة له بالمؤامرة، ويقينا أيضا أن من حق الأقليات القومية أن تحصل على كامل حقوقها الثقافية، أما حقوقها السياسية فهى قد تكون حكما ذاتيا كما جرى فى كردستان العراق أو انفصال كامل عن العراق كما صوت مؤخرا الأكراد، وهنا نكون انتقلنا من مساحة الحق المطلق (حق كل قومية فى التعبير عن نفسها ثقافيا ودينيا ولغويا) إلى مساحة الاجتهاد النسبى، أى الاختيار بين الحكم الذاتى أو بناء دولة مستقلة.

اعتراض الكثيرون على انفصال الأكراد لا يرجع لأنهم جزء من مؤامرة صهيونية فى خصر الأمة العربية، وغيره من الكلام الفارغ الذى يسىء لنا كعرب أكثر مما يسىء للأكراد، إنما بسبب توقيت الانفصال الذى يستغل ضعف الدولة العراقية، كما أنه يضم أقاليم متنازع عليها مثل كركوك والموصل، ويدفع أطرافا غير عربية- أى تركيا وإيران- لمزيد من التدخل فى الصراع الدائر فى العراق.

علينا أن نقر بمبدأ حق تقرير المصير للأكراد وليس المؤامرة، ولكن الشكل السياسى لهذا التقرير لا يعنى بالحتم والضرورة، وكما علمتنا تجارب التاريخ أن يكون نهايته دولة مستقلة، فالاتحاد الفيدرالى بين قوميات متعددة خيار أيضا ضمن خيارات أخرى.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال الأكراد انفصال الأكراد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab