بقلم:عمرو الشوبكي
لا أحد يختلف على أن لكل مجتمع خصوصيته الحضارية والثقافية دون أن يعنى ذلك أنه مجتمع «عجبة» يختلف فى قيمه وثقافته عن باقى الدنيا، فيعتبر مثلًا أن التعذيب مقبول تحت اسم الخصوصية أو أن الكذب حلال تحت اسم الخصوصية، إنما يعتبر أن بلده يختلف فى ثقافته وقيمه عن البلدان الأخرى فى إطار إيمان بالمبادئ الإنسانية العامة فى العدل والمساواة فهذا أمر طبيعى، لأننا لا يمكن أن نقارن ثقافة بلد عربى بآخر أوروبى ولا بلد فى أمريكا الجنوبية ببلد فى آسيا، صحيح أن الجميع جزء من الإنسانية لكن فى إطار احترام خصوصية كل بلد وسيادته.
والحقيقة أن الحديث عن الخصوصية الثقافية والحضارية التى كثيرًا ما نسمعها فى بلادنا فى مواجهة التدخلات الغربية أو «الغزو الحضارى» الغربى، صارت مطروحة فى الغرب نفسه بعد عقود من انتشار «الرسالة العالمية»، والتأكيد على أن هناك قيمًا إنسانية مشتركة، يجب أن تتبناها الشعوب والمجتمعات المختلفة، بصرف النظر عن سياقها الاجتماعى وإرثها الحضارى والتاريخى.
والمؤكد أن الغرب روج لعقود طويلة لعالمية قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحاولت العولمة أن تفكك مفهوم السيادة الوطنية لصالح قيم العولمة الاقتصادية وحرية التجارة وغيرها من القيم الليبرالية.