حوار الوراق المتعثر

حوار الوراق المتعثر

حوار الوراق المتعثر

 العرب اليوم -

حوار الوراق المتعثر

بقلم ـ عمرو الشوبكي

رفض أهالى الوراق حضور اجتماع رئيس الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزير، الرجل المشهود له بالانضباط والجدية، وتعثر حل أزمة الوراق منذ اقتحام الشرطة للجزيرة ومصرع أحد شبابها، وحتى تعثر مؤتمر الوزير بعد رفض الأهالى المشاركة فى الجلسة الخاصة التى دعا إليها، عقب انتهاء مؤتمره الجماهيرى الأحد الماضى، لتبقى الأزمة على حالها.

وكانت صحيفة «المصرى اليوم» قد أشارت إلى أن اللواء كامل طلب من الأهالى خلال المؤتمر الجماهيرى اختيار وفد مكون من 20 شابًا، نصفهم مؤيد لخطة التطوير، والنصف الآخر معارض لها، للاجتماع معه عقب المؤتمر، وهو ما رفضه الأهالى، ومنعوا الشباب من الذهاب إلى اللقاء، للحفاظ على ما وصفوه بوحدة الصف بينهم وعدم تشتيت الآراء بين الأهالى.

ورغم أن دعوة الرجل عادلة ولم يختر فيها المؤيدين وتجاهل المعارضين مثلما يفعل كثير من الإعلاميين ودوائر الحكم، إلا أن دعوته لم تنل قبول معظم الأهالى، وعكست أزمة أعمق من دعوة الوزير وجزيرة الوراق، لتصل لطبيعة نظامنا «غير السياسى» الذى لا يرغب فى امتلاك أى أدوات مدنية للحوار بين السلطة والمواطنين.

والسؤال المطروح: ألم يكن فى كل نظمنا السياسية السابقة (وجميعها غير ديمقراطية) مؤسسات مدنية وسياسية وجمعيات أهلية تحاور الأهالى وتتفاوض معهم وتمهد الطريق للوصول لحلول وسط، حتى لو كانت أجهزة الدولة العميقة حاضرة فى الخلفية؟

ألم تكن فرص نجاح مثل هذا الحوار أكبر بكثير لو كان عندنا برلمان حقيقى وأحزاب سياسية مؤيدة لديها قدر من المصداقية وأخرى معارضة مسموح لها بالحركة، فى إطار الدستور المدنى والقانون ومجتمع أهلى يبادر ويتواصل مع الناس؟.. الإجابة بالتأكيد نعم.

صحيح فى مصر جماعات ضغط مؤثرة ولكنها للأطراف الأقوى: أجهزة الدولة العميقة، رجال أعمال، فى حين أنها حُوصرت، وأحيانا غُيبت بالنسبة للمستهلكين واتحادات العمال المستقلة وباقى خلق الله.

مشهد الوراق هو حوار، أو بالأحرى صراع، بين الأهالى وأصحاب السلطة والنفوذ، وهو صراع موجود فى كل دول العالم ولا يحل بالكلام الطيب، وإننا كلنا فى مركب واحد ويجب أن تضحوا من أجل مصر، لأن الموضوع من الأصل ليس حربا ضد احتلال أو غزو خارجى، ولا ضد جماعات إرهابية حتى نضحى جميعا، إنما هو «بيزنس» واستثمارات سيستفيد منها ناس وسيتضرر آخرون، فيصبح الأمر هنا متعلقاً بالشفافية وإدارة الأزمات والتعويضات المناسبة للأهالى، بما فيها التأهيل الاجتماعى والوظيفى للراغبين منهم أن يبقوا فى الجزيرة بعد تطويرها، مثلما حدث فى كل التجارب المشابهة التى اعتبرت الاستثمار المحلى أو الأجنبى فرصة لتنمية البشر لا فقط بناء الحجر.

مكان اللواء الوزير بزيه العسكرى وبهيبة مؤسسته ليس حضور مؤتمر جماهيرى، ومهمته ليست التفاوض مع أهالى الوراق أو غيرهم للترضية أو للوصول لحلول وسط، فهى أدوار تقوم بها أطراف مجتمعية وسياسية غُيبت من المشهد العام.

المشكلة أن الحكم لديه تحيزات واضحة فى الاقتصاد والسياسة، وهو أمر مشروع وطبيعى، ولكنه لا يعترف بأن هناك آراء أخرى تختلف مع رؤيته وتحيزاته، إنما يشيطنها ويضعها فى خانة الاتهام حتى لو كانت تتحدث عن مشروع اقتصادى أو تجارى، وليست لديها علاقة بمعارضة تعديل الدستور.

arabstoday

GMT 06:45 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

30 يونيو: عودة الوعى

GMT 06:58 2022 السبت ,18 حزيران / يونيو

الوزارة.. والوزيرة!

GMT 07:42 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

الرئيس فى الموقع!

GMT 01:02 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

الحوار الذى يحتاجه البلد!

GMT 06:46 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

حزيران الرابع .. تركي أردوغاني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار الوراق المتعثر حوار الوراق المتعثر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab