مصر وإسرائيل

مصر وإسرائيل

مصر وإسرائيل

 العرب اليوم -

مصر وإسرائيل

بقلم : عمرو الشوبكي

تغيرت العلاقة بين مصر وإسرائيل من حالة الحرب والمواجهة إلى عصر السلام البارد، وتأكد للكثيرين أن حروبنا مع إسرائيل لم تكن بسبب عبد الناصر (بصرف النظر عن مسؤوليته الأساسية فى هزيمة 67)، لأن مصر الملكية حاربت إسرائيل فى 1948 بجيش ضعيف كان جزءا من الهزيمة العربية وبداية نكبة فلسطين، وحين أممت مصر قناة السويس فى عام 1956 لم تعلن الحرب على إسرائيل ولم تقل إنها تنوى غزو تل أبيب، إنما استعادت فقط حقها التاريخى فى قناة السويس، ومع ذلك التحقت إسرائيل ببريطانيا وفرنسا فى عدوانهم على مصر، فصمدنا عسكريا بشرف، وانتصرنا عليهم سياسيا انتصارا كبيرا.

وجاءت هزيمة 67 وانتصار 73 لتبدأ مصر مفاوضات مع الدولة العبرية انتهت بتوقيع الرئيس السادات لاتفاقية سلام منفرد مع إسرائيل، دخلت بعدها عصر السلام البارد الذى مارسته الحكومة ولم يشارك فيه أغلب الشعب.

وظلت مصر طوال عهدى السادات ومبارك تنتقد إسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية وبسبب التنكيل بالشعب الفلسطينى ورفضها الالتزام بقرارات الأمم المتحدة حتى أصبحت دولة فوق القانون وفوق الشرعية الدولية.

وكثيرا ما انتقد تيار واسع من المثقفين العرب أداء النظم العربية عامة والنظام المصرى خاصة، بأنهم جميعا يكتفون بالإدانة والرفض، وسخر كثيرون من بيانات الشجب التى لا تقدم أى دعم حقيقى للقضية الفلسطينية ولا تمارس أى ضغوط على إسرائيل من أجل إنهاء الاحتلال.

والحقيقة أن التحول الذى عرفه شكل ومضمون الخطاب الرسمى فى السنوات الأربع الأخيرة لافت، فقد عكس قطيعه مع كل المراحل السابقة، سواء تلك التى حاربت فيها مصر إسرائيل، أو تلك التى أقامت سلاما معها، فكلامها لم يتجاهل أن إسرائيل تمثل آخر دولة احتلال عنصرى فى العالم، وأنه حتى الرئيسين السادات ومبارك اللذين التزما بالسلام أدانا سياستها.

الخطاب الرسمى الحالى غاب عنه أى إدانة صريحة أو مستترة للاحتلال الإسرائيلى، وأصبح يتكلم عن شعبين متناحرين أو بلدين متصارعين يتحملان نفس المسؤولية فى مآسى الشعب الآخر، وليس دولة احتلال تقهر شعبا وتحتل أرضه وترفض إعطاءه حقوقه فى بناء دولته المستقلة.

ولذا بدا غريبا أن يطالب الرئيس السيسى، فى كلمته بالأمم المتحدة، الشعب الفلسطينى (المقهور والواقع تحت الاحتلال) بأن يقبل العيش بأمان مع الشعب الإسرائيلى، ثم طالب الأخير: «بأن يقف وراء قيادتهم لإنجاح عملية السلام»، فى حين أن الواقع يقول إن القيادة الإسرائيلية لا ترغب فى أى سلام وتنتهج سياسة قائمة على التوسع والاستيطان تحت غطاء أمريكى ودولى.

يقينا ما شهدته مصر من انقسام سياسى وظهور جماعات العنف والإرهاب التى باتت تهدد الجميع جعل الكثيرين يرون أن خطر هذه الجماعات أكبر من خطر إسرائيل، وبالتالى يجب تجاهل جرائمها.

ليس مطلوبا محاربة إسرائيل ولا إسقاط كامب ديفيد لأن معركة مصر هى معركة بناء داخلية، ولكن المطلوب عدم الاستمرار فى هذا الخطاب الذى يساوى بين شعب محتل وسلطة احتلال. إذا كنا نرغب فى بناء مجتمع عادل فى مصر فعلينا ألا نقبل بغياب العدل فى فلسطين وفى أى مكان فى العالم، حتى لو كنت ضحية إعلام موجه كرهك فى فلسطين وحببك فى دولة احتلال.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وإسرائيل مصر وإسرائيل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab