الانتخابات الإيرانية التنافس على أرضية النظام

الانتخابات الإيرانية: التنافس على أرضية النظام

الانتخابات الإيرانية: التنافس على أرضية النظام

 العرب اليوم -

الانتخابات الإيرانية التنافس على أرضية النظام

بقلم : عمرو الشوبكي

فاز الرئيس الإيرانى الإصلاحى حسن روحانى بفترة رئاسة ثانية عقب إعلان فوزه بأغلبية مريحة على منافسه المحافظ إبراهيم رئيسى، وأعلن وزير الداخلية الإيرانى أن روحانى حصل على 23.5 مليون صوت، أى بنسبة 57% من أصوات الناخبين، فى مقابل 15.7 مليون صوت، أى بنسبة 38.5% لمنافسه الرئيسى.

والمؤكد أن الانتخابات الإيرانية على نزاهتها (ولو النسبية) وقوة المنافسة فيها إلا أنها تجرى فى إطار فلتر مجلس صيانة الدستور، الذى يحدد مدى صلاحية كل مرشح للتقدم فى انتخابات الرئاسة، ويحدد مدى إيمانه بمبادئ الثورة الإسلامية وولائه لمرشدها ونظام ولى الفقيه، أى أن النظام الإيرانى يقبل بوجود تنوع داخلى، ولكنه محدد بإطار مسبق وبخطوط حمراء واضحة حددها قائد الثورة الإيرانية ومرشدها الراحل آية الله الخمينى.

والحقيقة أن أزمة النظام السياسى الإيرانى تكمن فى وجود ازدواجية فى كل سلطات الدولة، فهناك الرئيس والمرشد الأعلى، وهناك السلطة التشريعية (مجلس الشورى الإسلامى «البرلمان» ومجلس صيانة الدستور)، وفى القوات المسلحة هناك الجيش النظامى وقوات الحرس الثورى الإسلامى.

وبوجود رئيس يستمد شرعيته بالانتخاب ومرشد للثورة يستمد شرعيته من مؤهلاته الدينية (ولكنه منتخب أيضا)، يصبح التعاون بين الرئيس والمرشد الأعلى ضروريا، وفى حال الخلاف بينهما، كما جرى فى عهد الرئيس خاتمى، فإن الغلبة تكون دائما لصالح مرشد الجمهورية الإسلامية، الذى له اليد العليا وسلطة «الفيتو» والوصاية على النظام السياسى برمته.

ويعتبر المرشد أقوى مركز للسلطة فى إيران، وهو يرتبط بنظرية ولاية الفقيه التى وضعها الإمام الخمينى، فهو القائد العام للقوات المسلحة بأفرعها، وله حق إعلان الحرب والسلم، وتعيين وعزل 6 أعضاء من علماء الدين فى مجلس صيانة الدستور، وهو رئيس السلطة القضائية ورئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون والقائد الأعلى للحرس الثورى الإسلامى وقوى الأمن. وتتبع المرشد مؤسسة تسمى مكتب الإرشاد الأعلى الذى يتولى إطلاع المرشد الأعلى على آخر التطورات السياسية، ويتولى تسيير هذا المكتب 4 من كبار رجال الدين. كما يملك المرشد الأعلى تحت إمرته نظاما يجعله على اطلاع بمجريات الأمور فى كافة أرجاء إيران، وهو نظام ممثلى المرشد الأعلى الذين يعينهم بصورة شخصية وينتشرون فى كل وزارة أو مؤسسة حكومية مهمة، وفى معظم الهيئات الثورية والدينية، ولهم نفوذ أكبر من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ويتدخلون فى كافة شؤون الدولة. وهم يتواجدون أيضا فى المراكز الثقافية الإيرانية فى الدول الأجنبية التى تتولى إيصال الدعم المالى للحركات الإسلامية «الصديقة» حول العالم، متخطية بذلك الرئيس ووزير الخارجية.

ويمكن القول إن صلاحيات المرشد وأذرعه السياسية والاقتصادية والعسكرية الممتدة داخل إيران وخارجها تجعل له السلطة العليا فى البلاد، إلا أن حيوية النظام السياسى ووجود تنافس داخلى محكوم بإرادة عليا (سلطة المرشد) يعطيان لإيران فرصة للتطور وتجديد نخبتها بصورة جعلت نظامها (على عدم ديمقراطيته) أكثر كفاءة من كثير من النظم العربية التى لا تعرف أى شكل من أشكال التنافس الداخلى ولو على أرضية النظام.

يقينا التنافس داخل بنية النظام السياسى الإيرانى قد يفتح الباب أمام تقليص صلاحيات مرشد الجمهورية الإسلامية، أو بالأحرى انتقالها من مؤسسة حكم إلى مؤسسة نصح تمثل قيمة معنوية ورمزية ودينية للشعب الإيرانى، وتعبر عن الثقافة السياسية الشيعية المتجذرة فى المجتمع، فهل سيكون التنافس داخل أجنحة النظام الإيرانى مدخلا فى المستقبل لتجاوز صلاحيات المرشد المطلقة؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الإيرانية التنافس على أرضية النظام الانتخابات الإيرانية التنافس على أرضية النظام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab