عودة البلطجي

عودة البلطجي

عودة البلطجي

 العرب اليوم -

عودة البلطجي

بقلم : عمرو الشوبكي

هناك من يطلق البلطجى فى لحظات التدهور على خلق الله فيكيل الشتائم والاتهامات، وطالما أن المشتومين من الشعب المدنى العادى، مهما كانت قيمتهم العلمية والسياسية والمهنية، فهم فى النهاية ليسوا من المحصنين وأصحاب السيادة.

ومهما قلت إننا نحتاج من رئيس الجمهورية إلى أصغر مسؤول فى هذا البلد اعتذاراً لكل أمهات مصر اللاتى سُببن وأُهنّ حتى أصبح الأمر عاديا، وحتى تظل نظرية العيب فى الشعب الجاهل الذى تشتم نخبته بعضها البعض هى النظرية السائدة، فى حين أن الحقيقة تقول إن المشكلة فى القوانين المهدرة والدستور المهدر والبلد الذى يُستباح فيه الناس ويهانون لمجرد أنهم غير محصنين، فى حين أن من جرؤ ومس هؤلاء فى لحظة طيش كانت عقوبته إسقاط عضويته من البرلمان فى نصف ساعة دون وجود حكم قضائى.

بعض من يديرون الأجهزة الأمنية لا يحتملون الخط المستقيم، فلابد أن تكون عندك تهمة أو زلة تنتظر الوقت المناسب لتخرج، وإذا لم يجدوا يسلطون عليك أراذل الناس ليسبوك ويشتموك ويلفقوا لك تهماً هى عكس ما قلته وعكس مواقفك.

ذكر لى مرة أحد شباب منطقة شعبية فى الدقى والعجوزة، عقب الانتخابات البرلمانية، بتلقائية شديدة: «لا تنفِ هذه التهم يا دكتور لأن الوضع الحالى لن يستمر»، وكان ذلك فى معرض الرد على التهمة الكاذبة أنى قلت إن 30 يونيو انقلاب.

من قال إن 30 يونيو انقلاب قال ذلك علانية، وبعضهم جزء من التيار المدنى والشبابى الثورى، بجانب الإخوان وحلفائهم، ومن اعتبروا أنها انتفاضة شعبية أو ثورة دعمها الجيش كانوا غالبية التيار المدنى بكل رموزه، وقالوها فى العلن داخل مصر وخارجها، أما من استخبوا «تحت اللحاف» حين كان البلد يواجه حكم مبارك والإخوان ونافقوا الجميع وأكلوا على كل الموائد، فهم أيضا معروفون، ومن نزلوا على قوائم الإخوان فى انتخابات 2012 ومن واجهوهم أيضا معروفون، ومن كانوا من بين عاصرى الليمون وانتخبوا مرسى ومن انتخبوا شفيق كانوا أيضا معروفين.

هى ليست أسراراً، وبعض من أيدوا 30 يونيو كانوا انتهازيين مثلما كان كثير منهم مخلصين، ونفس الأمر ينطبق على بعض من عارضوها من التيار المدنى، فقد كانت تلك قناعتهم دون إملاء أو عمالة لأحد.

عودة البلطجى هى وصمة عار لكل من أطلقه ويصر على تشغيله وعدم محاسبته على جرائم جنائية (وليس آراء سياسية لو وُجدت)، ويمكن طبعا لمخبر صغير فى أى جهاز أن يوقف سيل الشتائم والبذاءات التى يدمر بها إعلاميو العار البلاد، ولكن لأن له أدوارا متعددة، منها بث الجهل والكراهية داخل المجتمع، فسيظل محصنا مهما صدرت ضده أحكام، ومهما ارتكب جرائم سب وقذف وتشهير فلن يمس مثل ضيفه.

ليس مهماً كرسى البرلمان، فمن يتابع ما يقوله الناس عن البرلمان فى الشارع، وما أصاب شعبية النظام السياسى برمته، سيكتشف أننا أمام أزمة هى الأصعب والأخطر فى تاريخ مصر، ومع ذلك تركنا النقاش حول همومنا الاقتصادية والسياسية وعن الإصلاحات المعطلة وأعدنا البلطجى مرة أخرى يمرح ويشتم ويصول ويجول، فى حين أن القضية بسيطة للغاية، هناك حكم من أعلى سلطة قضائية فى مصر، هى محكمة النقض، لا علاقة له بتقييمنا للأشخاص الذين شملهم الحكم واجب النفاذ ونقطة.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة البلطجي عودة البلطجي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات
 العرب اليوم - الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab