«كلينتون» والإخوان

«كلينتون» والإخوان

«كلينتون» والإخوان

 العرب اليوم -

«كلينتون» والإخوان

بقلم : عمرو الشوبكي

دعمت مرشحة الرئاسة الأمريكية الخاسرة، وزيرة الخارجية السابقة، جماعة الإخوان المسلمين فى مواجهة الدولة الوطنية المصرية، عقب 30 يونيو، ونجحت مصر فى الحفاظ على دولتها (غير الديمقراطية) من السقوط فى براثن التفكك والانهيار كما كانت تخطط جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها.

وبقى السؤال: لماذا تحالفت إدارة أوباما السابقة مع الإخوان؟ وفى أى سياق جاء هذا التحالف؟ وهل جاء ذلك بسبب أن أوباما مسلم فى السر و«كلينتون» «إخوان» فى العلن؟، أم بسبب الكلام الأهبل والسطحى، الذى يردده بعض الإعلام المؤيد عن مؤامرات «كلينتون» السرية على مصر؟.

يقينا هيلارى كلينتون هى الطبعة الأمريكية من الحزب الوطنى أو بمعنى آخر هى تنتمى للمؤسسة التى وُلدت لتحكم، وبالتالى نالت تصويتا عقابيا فى الانتخابات الأخيرة، لأن الناس سئمت استمرار نفس الإدارة فى الحكم، فقد كانت وزيرة خارجية فى إدارة حكمت 8 سنوات، ولو كان الحزب الديمقراطى قد قدم مرشحا جديدا لم يحكم لكانت فرصة فى الفوز على ترامب راجحة.

والسؤال: هل «كلينتون» إخوانية حقا؟، وإذا كانت الإجابة العاقلة هى بالتأكيد لا، إذن فما سر تحالفها مع الإخوان وأسبابه؟، يقينا أن هذا التحالف لا يأتى فى إطار اجتماعات الغرف «الضلمة»، التى يروجها البعض عن نظرية المؤامرة البلهاء، إنما هو فى الحقيقة يرجع إلى تصور معلن لدى كثير من مراكز صنع القرار فى الغرب بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، وتَبَنَّاه كثير من مراكز الأبحاث الكبرى، ويقوم على فكرة دعم «الإسلام المعتدل» (اعتبر الإخوان أنهم جزء منه) فى مواجهة تنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية، وكان النجاح الذى حققته تجربة أردوغان فى السنوات العشر الأولى من حكمه عاملا مهما وراء تبنى هذه الرؤية، ثم جاء صعود الإخوان فى مصر عقب ثورة يناير وتسويقهم مقولة إنهم البديل الآمن للتنظيمات التكفيرية، وإن رصيدهم الشعبى سيكون العامل الرئيسى لمواجهة الإرهاب وحفظ الاستقرار فى المنطقة.

مقولة واضحة ومعلنة لا لف فيها ولا دوران، وتعكس ما تراه أمريكا فى ذلك الوقت تحقيقا لمصالحها فى المنطقة، ولذا فحين دعمت «كلينتون» الإخوان وتحالفت معهم لم يكن من أجل سواد عيونهم ولا بسبب مؤامرة سرية فى غرفة مظلمة، (يصر البعض على ترديدها لإلغاء العقل والتفكير)، إنما هى قناعة بمقولة سياسية كانت لها شواهد على الأرض (نجاح أردوغان فى تركيا، وفوز الإخوان فى مصر)، فاعتبرت الإخوان قادرين على حصار الإرهاب وجلب الاستقرار ووقف تدفق اللاجئين، خاصة عقب فشل مشروع الفوضى الخلاقة، الذى طرحه الجمهوريون (إخوة ترامب) فى العراق، وكانت نتائجه كارثية على دول المنطقة والعالم.

المدهش أن مصر كانت من الأسباب الرئيسية وراء هزيمة المشروع الإخوانى وتحويله إلى ورقة محروقة لدى دوائر أمريكية كثيرة، كما أن تركيا الاعتقالات والقمع الآن لم تعد هى تركيا التقدم والإصلاحات فى بداية حكم أردوغان، ولم تعد تحظى بنفس الدعم الغربى والأمريكى مثلما كان الحال من قبل، ومع ذلك يصر البعض على استدعاء نظرية المؤامرة فى تفسير علاقة «كلينتون» بالإخوان، لأنه غير قادر على احترام عقول الناس، حتى فى التجارب التى نجحنا فيها ولو جزئيا.

مشروع «كلينتون» بالتحالف مع الإخوان سقط بإرادة شعبية مصرية، فى 30 يونيو، وتصوير الأمر على أنه مؤامرة سرية على مصر وليس مشاريع سياسية معلنة، خيبة ثقيلة، خاصة إذا كنا نحن مَن قمنا بخطة مضادة لمواجهته.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلينتون» والإخوان «كلينتون» والإخوان



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات
 العرب اليوم - الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab