ترامب رئيساً

ترامب رئيساً

ترامب رئيساً

 العرب اليوم -

ترامب رئيساً

بقلم : عمرو الشوبكي

نصب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ليصبح الرئيس رقم 45 فى تاريخ أمريكا، وقدم خطابا استفزازيا لم يختلف كثيرا، ولو فى الأسلوب، عما قاله طوال حملته الانتخابية وسيبقى وصوله للسلطة فى بلد تحكمه مؤسسات وقواعد قانونية بمثابة الرادع الأكبر لسياسات الرجل.

نجح ترامب لأسباب كثيرة، أبرزها أنه قدم نفسه باعتباره المرشح القادم من خارج المشهد السياسى التقليدى والقادر على تخليص الشعب (كما قال) من شرور النخبة الحاكمة والمسيطرة منذ عقود ومن مساوئ النظام السياسى القائم، بصرف النظر عن قدرته على النجاح أم لا.

آراء ترامب معادية للعرب والمسلمين وليس فقط للإسلام الراديكالى، كما قال فى خطاب تنصيبه، وتبنى مقولات عنصرية ومتعصبة فى مواجهة العرب والمسلمين، حتى طالب بمراقبة المساجد وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بهم، ومنعهم من دخول أمريكا.

ولم يترك الرجل باقى الأقليات العرقية فى حالها بل دعا، ولأول مرة فى تاريخ الولايات المتحدة، إلى بناء حائط على الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة لمنع تسلل من تصفهم بأنهم «مغتصبون» و«مدمنو مخدرات».

التحدى الأكبر الذى سيواجه حكم ترامب هو فى مدى قدرة المؤسسات الأمريكية العملاقة على أن تهذب خطابه السياسى المتطرف وشططه الفكرى، وهو تحد تواجهه كل ديمقراطيات العالم فى مواجهه مثل هذه النماذج المتطرفة.

إن السلطة القضائية المستقلة، والسلطة التشريعية المنتخبة ديمقراطيا، والإعلام الحر أو شبه الحر، هى كلها عناصر تساعد على إعادة صياغة تجربة أى رئيس أو حزب سياسى متطرف بشكل جديد، وتعدل فيها لتصبح داخل إطار القيم العامة للمجتمع، وتجبره على احترام مبادئ الدستور والقانون، وفى حال فشل هذه المؤسسات فى تحقيق ذلك بشكل سلمى وديمقراطى نصبح أمام بلد منقسم سياسيا ومجتمعيا ومهدد فى سلمه الأهلى حتى لو كان بحجم أمريكا.

يقيناً المشهد غير المسبوق فى تاريخ أمريكا والذى تمثل فى خروج مئات الآلاف من الأمريكيين فى مظاهرات احتجاجية فى مواجهة رجل وصل للسلطة بطريقة ديمقراطية وانتخبه أغلب الأمريكيين، ومع ذلك مثل تهديدا للقيم الأساسية التى لا يقبل التنازل عنها معظم الأمريكيين، فلم يكن مجرد رئيس يمينى سينتظر اليسار رحيله بعد 4 أو 8 سنوات، إنما هو رئيس انقسامى يحمل قيماً تمثل تهديداً للديمقراطية وعكس القيم المدنية التى دفعت معظم الأمريكيين لينتخبوا لأول مرة فى تاريخهم رئيسا من أصول أفريقيا (اعترف الأوروبيون بأنهم متأخرون عن أمريكا فى هذا الاختيار) بتسامح وقبول للتنوع ثم عادوا واختار أغلبهم فى المجمع الانتخابى رئيسا عنصريا مثل ترامب معادياً لكل الأقليات ويعيد قيم الاستعلاء الأبيض على باقى خلق الله.

على المهللين لترامب فى مصر ألا يفرحوا كثيرا بالرجل فهم فى الحقيقة مسار دهشة وتعجب، فترامب حالة «شعبوية» متطرفة لأسباب لها علاقة بتقدم أمريكا وثرائها وتكالب المهاجرين على الذهاب إليها واستهداف الإرهابيين والتكفيرين المسلمين (اسماً) لها، كل ذلك يجعل وجود خطاب متطرف مثل خطاب ترامب أمرا مفهوما حتى لو كان غير مقبول، أما عندنا فى مصر فنحن بلد فقير لا يطرق أبوابه ملايين المهاجرين بل يسعى شبابه للهجرة، وخطابها الوطنى وغناؤها للوطن لم يجعل مصر تتقدم خطوة للأمام وتعانى من ضعف مؤسساتها وأزمة فى الاقتصاد والسياسة، فلماذا نفرح بترامب ونهلل له رغم أن القيم التى حملته للبيت الأبيض تمثل تهديدا وجوديا لنا؟

سيكتشف المهللون أن حكم ترامب سيكون مصدر أزمات كبرى لنا وليس عامل دعم واستقرار كما تصور البعض.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب رئيساً ترامب رئيساً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab