براءة أبوتريكة

براءة أبوتريكة

براءة أبوتريكة

 العرب اليوم -

براءة أبوتريكة

بقلم : عمرو الشوبكي

يقينا أبوتريكة ليس فوق القانون ونجومية أمير القلوب لا تمنع مساءلته ولا محاسبته، فأحكام المحاكم تُنقض ولا تُنقد والحكم الأخير على أ بوتريكة بدعم الإرهاب سينقض لأن الدفاع عنه ليس فقط بسبب حب الناس الهائل له ولا بسبب خلقه الرفيع، إنما أيضا نتيجة موقف من النص القانونى الذى يحاكم على أساسه البعض بتهمة دعم الإرهاب وهم بعيدون عنه.

من المهم التمييز بين المعارضة السياسية ودعم الإرهاب، فقد يكون أبوتريكة من ضمن النوعية الأولى فيصبح الأمر له علاقة برفض آرائه السياسية لا اعتباره إرهابيا، ولو هناك قدر من السياسة فى مصر لوجب على النظام السياسى أن يحرص على تحييد من هم مثل أبوتريكة وإبعادهم عن أى تأثير لخطاب الإخوان.

تهمة أبوتريكة التى ينفيها ورأت المحكمة صحتها (وستحسمها محكمة النقض) أنه قدم مساعدات مالية و«لوجستية» لمعتصمى رابعة وهى نفس التهمة التى طالت رجل الأعمال صفوان ثابت (هناك شهادة فى صالحه عرفتها مؤخرا من أحد أهم وزراء حكومة د. حازم الببلاوى) ومحمد القصاص (أحد شباب ثورة يناير الذين فصلتهم الجماعة من عضويتها بسبب مشاركته فى الثورة) وأسماء أخرى لا علاقة لها بالعنف ولم يثبت عليها دعم أى تنظيم مارس العنف سواء كان داعش أو مجموعات الإخوان مثل حسم أو غيرها، إنما دعموا فى لحظة بعينها معتصمى رابعة الذين ضموا غالبية غير مسلحة اختارت على خطأ أن تسير خلف شعارات الجماعة وتتصور على خطأ أيضا أنها قادرة على الوقوف ضد إرادة غالبية الشعب المصرى التى وقفت مع تدخل الجيش ومع إسقاط حكم الجماعة.

نعم هناك آلاف المصريين ذهبوا للاعتصام الخطأ والمكان الخطأ ولكن لا يمكن اعتبارهم إرهابيين ولا يمكن اعتبار من أرسل لهم مالا أو مساعدات إرهابيا لأن الدولة نفسها فتحت لهم ممرات آمنة ليخرجوا منها لأنها كانت متيقنة أن كثيرا منهم كانوا مختطفين من قبل العناصر المسلحة للإخوان، ولم تعتبرهم كلهم إرهابيين حتى لو اعتبرت بعد ذلك جماعة الإخوان كيانا إرهابيا.

أبوتريكة لم يُتهم بأنه أرسل سلاحا ولم يُتهم بأنه حرض أو مارس العنف إنما اتُّهم بأنه دعم ماليا أسراً اعتصمت فى رابعة وربما يكون رأيه السياسى مثل تيار أقلية فى مصر عارض ترتيبات 3 يوليو، ويمكن أن يكون معارضا أو غير متعاطف مع النظام الحالى، وهى كلها أمور قد يجرمها الأمن، ولكن لا يجرمها الدستور الغائب ولا القانون المعطل.

نعم أبوتريكة ليس فوق القانون، وواثق من أن منظومة العدالة فى مصر ستعيد للرجل حقوقه، فلن ننسى أنه كان مصدر سعادة ملايين المصريين أخلاقيا وكرويا، وحين عبر عن آرائه السياسية فى عهد مبارك اكتفى فى 2009 برفع قميصه الرياضى ليرى الناس جملة: متعاطف مع غزة، وفى عز المشتمة بين جزء من الإعلام المصرى والجزائرى نأى أبوتريكة بنفسه عن هذا المستنقع وأعلن بعد نجاح الجزائر العربية فى الوصول إلى كأس العالم أنه سيشجعها فى موقف قومى نبيل.

علينا أن نحافظ على ثقتنا بالقضاء المصرى وأن نتضامن مع أبوتريكة الذى كان مصدر البهجة والسعادة لملايين المصريين والعرب، وعلى النظام السياسى أن يعيد النظر فى أى قوانين يمكن أن تخلط بين الرأى السياسى والإرهاب، فمعركتنا ضد الإرهاب حقيقية، وعلينا أن نركز الجهود فى مواجهة المحرضين والممارسين للعنف والإرهاب فهؤلاء هم الخطر الحقيقى على مصر وليس أبوتريكة.

المصدر : صحيفة الاهرام

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

براءة أبوتريكة براءة أبوتريكة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab