هجوم لندن

هجوم لندن

هجوم لندن

 العرب اليوم -

هجوم لندن

بقلم : عمرو الشوبكي

عملية لندن الإرهابية، التى راح ضحيتها 5 أشخاص، وأصيب فيها أكثر من 20 شخصاً، امتداد لنمط العمليات الإرهابية الجديدة التى عرفت باسم «الذئاب المنفردة»، والتى يقوم بها أفراد لا ينتمون تنظيمياً للجماعات التكفيرية، وليس لديهم ماضٍ جهادى، ولم يكن لهم أى نشاط دينى، وفجأة يقررون القيام بعمليات إرهابية غير متوقعة، ومن أشخاص غير مرصودين عادة من قبل الأجهزة الأمنية.

وتعبير الذئاب المنفردة كناية عن ظاهرة تتعلق بشباب مسلم قرر أن يتطرف لأسباب اجتماعية ترجع لتهميش أو عنصرية أو إحباط أو فشل دراسى أو مهنى يضفى عليه بعد ذلك قشرة دينية إسلامية تبرر له عمليات القتل ولقاء حور العين.

والحقيقة أن كل الدراسات التى خرجت لتحلل ظاهرة الإرهاب الجديد فى أوروبا تقول إن بعض هؤلاء سافر إلى سوريا أو وقعت عيناه على موقع جهادى وهو فى موطنه الأوروبى، أو استمع إلى رسالة تكفيرية أو خطاب مظلومية، وهؤلاء فى غالبيتهم الساحقة مواطنون أوروبيون من أبناء المهاجرين، ومن ساكنى الضواحى الفقيرة والمهمشة، والتى يعيش فيها المهاجرون فى جيتو منعزل عن نمط الحياة الغربى، كما أنهم فشلوا فى تحقيق نجاحات مهنية فى حياتهم العملية وعانى معظمهم من فشل دراسى مبكر، كما أن أعمارهم تتراوح بين 23 و30 عاما باستثناءات قليلة.

واللافت أن ماضى هؤلاء لا علاقة له بالدين ولا الجهاد (كما عرفته التنظيمات الجهادية المتطرفة والعنيفة فى سبعينيات القرن الماضى)، فقد ارتكب كثير منهم جرائم جنح وسرقات وبيع مخدرات وغيرها من جرائم الحق العام، ومع تعمق قناعتهم بأنهم يعانون من القهر والتهميش والظلم، سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، بدأوا فى التحول من الإجرام إلى التكفير لتبرير العمل الإرهابى.

والحقيقة أن منفذ هجوم لندن ينتمى لنفس الظاهرة، ولكن لديه بعض الخصوصية، تتمثل أولاً فى أنه تحول للإسلام، فقد كان اسمه أدريان راسل، قبل أن يعتنق الإسلام، ويغير اسمه ليصبح خالد مسعود، وثانيا أنه لا ينتمى لجيل «شباب العشرينيات» الذين وقفوا تقريبا وراء كل العمليات الإرهابية التى شهدتها أوروبا، وخاصة فرنسا، فهو يبلغ من العمر 52 عاما، وهو بذلك يمثل مرحلة عمرية استثنائية وغير متكررة.

وكما هى العادة فإن مسعود لديه سجل حافل فى عدد من الإدانات الجنائية، ولكنها ليست فى جرائم متصلة بالعنف، كما أنه وفق ما أعلنت الشرطة البريطانية لم يكن مشمولاً فى أى تحقيقات جارية، ولم تكن هناك معلومات مخابراتية من قبل عن اعتزامه تنفيذ أى هجوم مسلح، وهو بذلك يمثل امتداداً «أميناً» للظاهرة الإرهابية الجديدة، فهو ليس شخصاً جهادياً ولا تكفيرياً وصنع إرهابياً نتيجة كما يقول بعض علماء النفس والاجتماع حين تلاقت إحباطاته الشخصية مع واقع حقيقى أو مصنع أيضا على مواقع التواصل الاجتماعى أو عبر وسائل داعش المصورة فقرر القيام بعمله الإرهابى.

عملية لندن، ناقشها المتخصصون والإعلام بعلم ومهنية فى أغلب الأحيان، فهناك المدرسة اليمينية المتطرفة التى ربطته مباشرة بالإسلام واعتبرت الأخير هو الدافع الوحيد وراء الإرهاب، فى حين اهتم البعض الآخر بمعرفة ما إذا كان مسعود جزءاً من الإرهاب العالمى أم المحلى البريطانى، وهى كلها أسئلة تدور حول أسباب الإرهاب ودوافعه، وليس فقط إدانته كما نفعل نحن.. ندين ونصرخ دون مناقشة الأسباب.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجوم لندن هجوم لندن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab