شريط داعش الأخطر

شريط داعش الأخطر

شريط داعش الأخطر

 العرب اليوم -

شريط داعش الأخطر

بقلم : عمرو الشوبكي

حين كتبت عقب استهداف الكنيسة البطرسية عن «الإرهاب غير العشوائى»، وكررت نفس المعنى أو بالأحرى التحذير عقب بث شريط داعش الأخير فى مقال «واعترف داعش» لم يكن الأمر «ضربا للودع» ولا مبالغة لما يمكن أن يتعرض له المسيحيون فى الفترة القادمة على يد الجماعات الإرهابية وحلفائها، إنما كان رصدا للتحول العميق الذى أصاب خطاب الجماعات التكفيرية، والذى انتقل من الطائفية الدينية إلى الانتقام السياسى والدينى بلا أى حدود.

إن الضحايا السبعة الذين قُتلوا بدم بارد فى العريش على يد مجموعات الإرهاب التكفيرى، وضعوا البلاد أمام تحديات خطيرة، طالما ظلت بعض أجهزتنا الأمنية منشغلة بتوسيع دائرة المظالم وممارسة كل الضغوط الممكنة من أجل عدم تنفيذ أحكام القضاء وإهدار دولة القانون، وتنسى أن ثمن ترك مهامها الأصلية هو سقوط مزيد من الأرواح البريئة.

والحقيقة أن شريط داعش الأخير مثّل مرحلة جديدة فى تطور جماعات العنف فى مصر، فقد ترك مفاهيم أهل الذمة التى اعتادت الجماعات الجهادية أن تتعامل بها مع المسيحيين فى سبعينيات القرن الماضى رغم طائفيتها وعدم إيمانها بمفهوم المواطنة، إلا أنها تعاملت مع المسيحيين على أنهم طائفة منكسرة أصحاب عقيدة باطلة لا يجب أن يتولوا مناصب عليا فى الدولة، وأن تفرض قيود على بناء كنائسهم، ولم تحرض على قتلهم كما يجرى الآن.

والحقيقة أن ما جاء فى شريط داعش لا علاقة له تقريبا بهذه المفاهيم السابقة، إنما هو منذ اللحظة الأولى يتعامل مع المسيحيين باعتبارهم فئة سياسية باغية قبل أن يكونوا طائفة دينية، ووضعهم فى نفس مرتبة النظم التى يحاربونها (يصفونها بالنظم الطاغوتية والمرتدة) واعتبروا أقباط مصر امتدادا للصليبيين فى الخارج ولنظام السيسى فى الداخل، ولم يكتفوا ببث الكراهية السياسية إنما روجوا لخطاب حقد اقتصادى واجتماعى وصف المسيحيين بأنهم يسيطرون على 40% من الاقتصاد المصرى (كلام فارغ)، ثم انتقل بعد ذلك إلى خطاب كراهية طائفى حين بث صورا لمظاهرات مسيحية خرجت منها هتافات طائفية متطرفة كرد فعل لاعتداءات تعرضوا لها.

«داعش» يتحدث عن المسيحيين كأنهم جماعة حكم مسؤولة عن المظالم التى يتعرض لها المسلمون (أمر فى غاية الخطورة)، وهو كلام ليس فقط مغلوطا إنما هو أيضا يلوى حقائق الواقع ويزوّرها لأن دور المسيحيين فى 25 يناير و30 يونيو كان كبيرا، وهم فى غالبيتهم الساحقة رفضوا حكم الإخوان وشاركوا قطاعا غالبا من المسلمين فى إسقاطه باعتبارهم مواطنين مصريين شعروا بأن حكم المرشد هدد كيان الوطن بأكمله وليس فقط المسيحيين، كما أنهم ليسوا جميعا مؤيدين للنظام الحالى حتى لو كان الخوف من استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية أحد الأسباب المشروعة وراء دعم تيار واسع منهم للدولة والحكم.

ما جرى فى العريش هو استهداف منظم للمسيحيين وقتل بدم بارد ليس فقط لمخالفين فى الدين، إنما أساسا لفئة صوروها على أنها جماعة سلطة تحكم، وتحتكر الاقتصاد فى خطاب تحريضى مفزع.

المسيحيون فى مصر يدفعون ثمنا أكبر من الجميع لأنهم خرجوا للمجال العام دفاعا عن وطن حلموا بأن يكون عادلا، فاتهمهم الإسلاميون بأنهم ضد الإسلام وكأنهم يقولون لهم ابقوا جماعة دينية منغلقة على ذاتها خلف أسوار الكنائس لا علاقة لها بالمجتمع، رغم أنهم ليسوا كتلة واحدة وداخلهم تنوع اقتصادى وسياسى كبير وليس فى يدهم سلطة وليسوا جميعهم مؤيدين لها، ويدفعون الآن ثمنا باهظا بالقتل والتهجير وليس فقط بالتمييز الدينى والطائفى.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريط داعش الأخطر شريط داعش الأخطر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab