المناخ التشاؤمي ثانياً

المناخ التشاؤمي ثانياً

المناخ التشاؤمي ثانياً

 العرب اليوم -

المناخ التشاؤمي ثانياً

بقلم : عمرو الشوبكي

بدأت فى كتابة مقال «المناخ التشاؤمى» مساء أمس الأول، حتى اكتشفت أن الزميل الأستاذ حمدى رزق قد نشر مقاله حاملاً بالضبط نفس العنوان الذى اخترته، ولأن قضية المقال فى عنوانه، فقد احتفظت به بعد إضافة كلمة «ثانياً».

والحقيقة أن استخدام هذا التعبير من قبل وزارة الداخلية فى البيان الذى أصدرته منذ عدة أيام يعكس أزمة كبيرة فى الصياغة والمضمون، خاصة أن الوزارة اعتقلت خلية إخوانية غير شرعية تضم 12 شخصا، وعرضت اعترافات لهم على شاشة التليفزيون وهم يعلنون أنهم ينتمون لخلية أزمة إخوانية، هدفها بث البلبلة وإثارة أزمات داخل المجتمع المصرى.

وحتى هنا يبدو الأمر طبيعيا، فقد سبق للداخلية أن اعتقلت خلايا إخوانية كثيرة وجهت لها اتهامات حقيقية وملموسة على ضوء تحريات أجهزتها الأمنية، وهى اتهامات كثيرا ما أكدها القضاء المصرى فى أحكام إدانة كثيرة، ولكنها هذه المرة ابتكرت تعبيرا فى غاية الغرابة، حين اتهمت هذا العدد الهزيل من العناصر الإخوانية بخلق مناخ تشاؤمى داخل البلاد، وهى بذلك تعطى قوة خارقة للإخوان لا يمتلكونها، فرغم تآمرهم وكراهيتهم للدولة وشماتتهم هم وذيولهم فى أى مصيبة تصيب الشعب المصرى، إلا أنه لا يمكن تحميل خلية مسؤولية ما سمى المناخ التشاؤمى فى مصر.

بالطبع يمكن أن تتورط عناصر الإخوان فى التحريض على العنف أو التخريب أو الإرهاب، ولكن ما معنى كلمة المناخ التشاؤمى؟! وهل يمكن أن يصاب بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة بالتشاؤم بسبب خلية من 12 شخصاً مهما كانت قدرتهم؟!

تشاؤم الناس أو تفاؤلهم هو نتاج سياسات الدولة، فمن قبل أن يموت بحرا هو شخص فاقد الأمل، لا تعليم ولا عمل ولا حلم، وهؤلاء يعيشون واقعا مريرا لا يجب كل مرة أن نبحث عن شماعة تبرره، مرة الإخوان، ومرة المؤامرة الكونية، ومرة جهل الشعب، بدلا من أن نعترف بعمق الأزمة وبخطأ كثير من السياسات وغياب الترتيب السليم للأولويات.

لا أحد يستطيع أن يخلق مناخا تشاؤميا بدون «حيثيات تشاؤمية»، فالتحدى الذى يجب مواجهته هو مشاكلنا الواقعية، من غياب العدالة ودولة القانون، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وتعطل مسار التحول الديمقراطى، والتواطؤ مع البلطجة، والاستباحة ورعاية إعلام الشتائم والبذاءة، وتغييب العقل.

وإذا بذلت أجهزة الدولة جهوداً حقيقية وبمشاركة شعبية لمواجهة ولو جانب من هذه المشاكل فإن كل محرّض على المناخ التشاؤمى سيكون مصيره الفشل.

أن تجعل شعبك متفائلا أو متشائما هى أمور فى يد من فى يده السلطة، وإن هناك دولا متقدمة يشعر قطاع واسع من شبابها بالتشاؤم، فالقضية لا علاقة لها بتنظيمات ومؤامرات، إنما لها علاقة بواقع اجتماعى وثقافى وسياسى يعيشه واقعيا الناس ولا يستطيع أحد أن يخلقه.

لا يوجد سبب واحد يجعلنا نتمسك بهذه المفردات والإصرار عليها، ما يعكس ليس فقط فشلا سياسيا إنما أيضا فشل مهنى فى اختيار الألفاظ والجمل المناسبة فى مثل هذه الظروف، على رأى المثل الشهير «الملافظ سعد».

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناخ التشاؤمي ثانياً المناخ التشاؤمي ثانياً



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان
 العرب اليوم - مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
 العرب اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab