تعثرنا الأوليمبي

تعثرنا الأوليمبي

تعثرنا الأوليمبي

 العرب اليوم -

تعثرنا الأوليمبي

بقلم : عمرو الشوبكي

وجود ثلاث أبطال مصريين حصلوا على ميداليات برونزية فى أوليمبياد «ريو دى جانيرو» الشهر الماضى، أمر يثير الإعجاب والفخر بهؤلاء الشباب، الذين بذلوا الجهد والعرق حتى حصلوا على مكانة عالمية رغم غياب أى خطط حكومية لإعداد الأبطال الأوليمبيين.

ويبقى السؤال: لماذا ظلت أوليمبياد أثينا فى 2004 علامة مميزة فى تاريخ مشاركة مصر فى البطولة العالمية الأكبر؟ فهى المرة الأولى التى تحصل فيها مصر على ميدالية ذهبية منذ عام 1948، حتى بدت أوليمبياد 2004 علامة مضيئة مقارنة بما هو قبلها وبعدها.

يقيناً هناك إجابات سهلة عن أسباب تعثر الرياضة فى مصر وعدم قدرتها على تحقيق نتائج طيبة فى الدورات الأوليمبية، على اعتبار أن ذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية وتعثر التعليم والصحة وغياب الديمقراطية، وهى كلها أمور تؤثر بشكل رئيسى على نجاح الرياضة، ولكنها لا تحول دون إحداث اختراقات فى ألعاب معينة (مثلما حدث) وتحقيق نتائج طيبة رغم كل الظروف الصعبة المحيطة.

والحقيقة أن فكرة وجود مؤسسات متطورة فى قطاعات معينة كالبحث العلمى والرياضة تكون بمثابة قاطرة للتنمية، وتدفع كثيراً من المؤسسات الأخرى لتحسين أدائها مثلما حدث فى مجتمعات أخرى كالهند وغيرها، والتى اختارت فى كثير من الأحيان أن تتطور فى مجالات معينة داخل قطاع بعينه (البرمجيات مثلاً) بعيداً عن الشعارات العامة والخطب الرنانة.

ولعل تجربة مصر مع أوليمبياد أثينا فى 2004 تستحق التأمل والبناء عليها، خاصة أنها حققت نجاحا واضحا وكانت فى ظل ظروف سياسية غير ديمقراطية واقتصادية غير عادلة (على الأقل من وجهة نظر قطاع واسع من الشعب المصرى) ومع ذلك نجح وزير الشباب فى ذلك الوقت، الدكتور على الدين هلال، أن يقدم نموذجا ناجحا أو «وصفة رياضية» لما سماه بالمشروع القومى لإعداد البطل الأوليمبى نشرته وزارة الشباب والرياضة فى ذلك الوقت فى كتابين مهمين، أستأذن القارئ الكريم فى عرض عناوين فصولهما لأنها تعكس طريقة فى التفكير غائبة حاليا لصالح الاستثمار فى الحجر قبل البشر وبيزنس مراكز الشباب.

وتضمن كتاب وزارة الشباب فى 2002 الفصول التالية: مقدمة حول نشأة الفكرة والهدف من المشروع والهيكل التنظيمى وقواعد الاختصاصات، ثم الباب الأول حول اختيار الألعاب واللاعبين والنتائج المتوقعة واللاعبين الاحتياطيين وأسس انضمام واستبعاد اللاعبين، أما الباب الثانى فتضمن البرامج التنفيذية سواء على المستوى الشهرى أو السنوى، والمتابعة والتقويم، أما الباب الثالث فتعلق برعاية اللاعبين والخدمات التى تقدمها المؤسسات المختلفة، واختتم كتاب الوزارة بملاحق حول البيانات الشخصية للاعبين وتاريخهم الرياضى وبيان أفضل اللاعبين على المستوى العالمى وأقوى الدول والبطولات والمراحل السنية للمنافسات وفق النظام الدولى، وأخيراً قائمة اللجنة الأوليمبية الدولية لأنواع وطرق المنشطات.

الحقيقة أن المشروع القومى هنا لم يطلق على قناة السويس ولا العاصمة الإدارية ولا حتى على تجديد مراكز الشباب الموجودة فى قلب العاصمة، حتى تراها القيادة السياسية وتنسى ما هو موجود فى المدن والنجوع، إنما أطلق على «بطل أوليمبى».

أن يرتبط المشروع القومى بإعداد بطل أوليمبى هو فلسفة أخرى غير السائدة حالياً، فهو يتعامل مع التفاصيل والجزئيات ويستثمر فى البشر قبل الحجر، ولذا لم يكن غريباً أن نحقق نجاحاً استثنائياً، وتحصل مصر على أعلى عدد من الميداليات فى أوليمبياد 2004 منذ عقود طويلة، وأن تعود الميدالية الذهبية مرة أخرى لأرض الكنانة بعد غياب دام ما يقرب من نصف قرن، فشكراً لكل من كرس فلسفة «المشروع القومى» ولإعداد الإنسان أو «البطل الأوليمبى».

arabstoday

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

GMT 05:40 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعثرنا الأوليمبي تعثرنا الأوليمبي



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab