الزعيم 22

الزعيم (2-2)

الزعيم (2-2)

 العرب اليوم -

الزعيم 22

بقلم : عمرو الشوبكي

مخطئ مَن يتصور أن حِسبة عادل إمام الأساسية هى السلطة، تأييدا أو نفاقا، إنما هى بالتأكيد الجمهور والنجاح التجارى، وهى أمور جعلت عينيه منذ البداية على رضا الجمهور العريض والشعبية الجارفة العابرة للعصور والنظم المختلفة.

لا يمكن اعتبار عادل إمام فنان سلطة إنما هو قام بمواءمات مع السلطة، لأن موهبته أكبر من أى سلطة وأى نظام، والمساحة التى استهدفها هى الجمهور الواسع وليس النخبة الضيقة، ولكى يصل لهذا الجمهور كان لابد أن يوازن أموره مع السلطة.

والحقيقة أن كل المواهب الكبرى فى تاريخ مصر المعاصر لم تبتعد كثيرا عما قام به عادل إمام، فأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وكبار مطربينا غنوا للملك وعبدالناصر، وعبدالحليم حافظ كان مطرب ثورة يوليو والحقبة الناصرية وفى نفس الوقت أيد السادات وغنى له «عاش اللى قال».

وقد يرى البعض أن هناك فنانين كبارا ومواهب كثيرة ظلت مغمورة، وعاشت وماتت ولم يعرفها إلا قليلون بسبب معارضتهم السلطة، وهم بذلك موقفهم أكثر نبلا من الفنانين الكبار الذين «مشّوا حالهم» مع النظم الحاكمة ليصلوا لهذا الجمهور العريض.

ولهذا الرأى وجاهة أخلاقية، ولكنه لا يعنى أن هؤلاء الفنانين الكبار لم يكونوا بلا مواهب عظيمة مثل حالة عادل إمام وغيره من رموز قوة مصر الناعمة (المنهارة حاليا).

والحقيقة أن أعمال عادل إمام كثيرة ومتنوعة، فكثير منها كان متقنا فنيا، ولكنه وصل لقطاع عريض من الجماهير، وتقبله قطاع يعتد به من النخب المثقفة، وهى معادلة لم ينجح فى تحقيقها إلا القليلون، وهو فى النهاية مثّل بديلا شعبيا محترما أمام موجة أفلام منحطة عرفتها مصر طوال العقود الثلاثة الماضية، كما أنه حمل رسالة سياسية واضحة، فلديه موقف رافض جذريا تيارات الإسلام السياسى بكل تفرعاتها، كما أنه يعارض وينتقد بشكل ساخر التيارات الثورية واليسارية، ولايزال الكثيرون يتذكرون حواره الساخر مع العائلة الشيوعية فى فيلم «السفارة فى العمارة».

ويكفى أن فيلم «طيور الظلام» قد وصل لقطاع واسع من المصريين، وحقق مثل معظم أفلامه نجاحا ساحقا، وفى نفس الوقت حمل الرسالة الأهم فى مواجهة ظاهرة الإسلام السياسى، بالتركيز على هذا التداخل بين جناحى السلطة فى ذلك الوقت، أى سلطة الفساد والإخوان، كما أن فيلم «الحريف» لمحمد خان كان عبقريا من الناحية الفنية وحقق نجاحا جماهيريا واسعا.

يحسب لعادل إمام أنه اتخذ موقفا شجاعا من الإرهاب الذى ضرب مصر فى السبعينيات والثمانينيات حين كان ضحاياه كبار رجال الدولة (رفعت المحجوب) وكبار المثقفين (فرج فودة) ولم يخف الرجل ولم يوائم أموره فى وقت كان فيه خطر الإرهاب يطول الجميع.

عادل إمام فنان جماهيرى بالمعنى الواسع للكلمة وليس فنان سلطة، وهنا تكون حساباته معقدة عن أى «فنان طليعى أو ثورى»، تقف حساباته عند حدود بضعة آلاف من أنصاره، ويتوقف تأثيره عند حدود الانتفاضات الشعبية ويختفى أو يتراجع بعدها.

عادل إمام ليس بلا موقف سياسى حتى لو كان لا يناطح السلطة من موقع المعارض، وحتى لو اختلفنا مع بعض تصريحاته غير المبررة فى تأييد السلطة، إنما هو بالتأكيد دافع عن العدالة فى كثير من أفلامه، ورفض سلطة الفساد، ودافع عن القضية الفلسطينية ووقف ضد الإرهاب، وتذكّر مؤخرا حين نسى كثيرون الجريمة الإرهابية التى شهدها حى الكرادة فى بغداد، ونشرت بعض الصحف العربية ما قاله على حسابه فى الفيسبوك:

«عندما تذهب عائلة كاملة إلى التسوق وتستشهد ولا ترجع!! وعندما يستشهد أكثر من 200 شخص من تفجير بالعراق ولا أحد يتكلم، فاعلم أن الإنسانية قد اختفت».

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم 22 الزعيم 22



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab