بين المقاومة المدنية والمسلحة

بين المقاومة المدنية والمسلحة

بين المقاومة المدنية والمسلحة

 العرب اليوم -

بين المقاومة المدنية والمسلحة

بقلم - عمرو الشوبكي

لا يمكن إدانة وسيلة من وسائل المقاومة طالما ظل هناك احتلال، صحيح هناك تفاوت في أدوات وأساليب المقاومة تبعًا لكل سياق سياسى وظروف كل بلد، إلا أن الحكم على نجاح أسلوب بعينه ونجاعته يكمن في قدرته على تحقيق الاستقلال.

والحقيقة أن المقاومة الفلسطينية جربت كل الوسائل والأدوات المدنية والعسكرية ولم تسفر جميعها عن تحقيق هدف التحرر وبناء الدولة المستقلة. صحيح أن الانتفاضة المدنية والشعبية التي عُرفت بانتفاضة الحجارة في ١٩٨٧ هي التي فتحت الطريق للمسار السياسى واتفاق أوسلو في١٩٩٣، وحققت حكمًا ذاتيًّا للفلسطينيين وأعادت منظمة التحرير إلى الأراضى الفلسطينية بعد سنوات طويلة من الشتات.

وللأسف استمرت إسرائيل في ممارستها الاستعمارية وأجهضت اتفاق أوسلو بتبنى سياسة قامت على توسيع الاستيطان واستمرار إهانة الشعب الفلسطينى عبر حواجز جعلت تنقله من بلد إلى آخر معاناة حقيقية يومية.

وجاء اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى ليفجر في عام 2000 «انتفاضة الأقصى» التي يمكن اعتبارها أول احتجاج على فشل المسار السياسى، وسقط فيها حوالى 4412 فلسطينيًّا في مقابل 1069 إسرائيليًّا، ومثلت حالة «هجين» بين الانتفاضة المدنية الشعبية وبين العمل المسلح أو الانتفاضة المسلحة، وكانت هي بداية التحول في أساليب المقاومة الفلسطينية من العمل المدنى الشعبى إلى الفعل المسلح.

ويمكن القول إنه بسبب السياسات الإسرائيلية التي قادها رئيس الحكومة الراحل أرييل شارون واستكملها رئيس الحكومة الحالى بنيامين نتنياهو تبخرت أحلام السلام وحل الدولتين، فشهدت الضفة الغربية تضاعفًا في أعداد المستوطنين 7 مرات على مدار 20 عامًا، وأصبحت حوالى 40% من أراضى الضفة تسيطر عليها إسرائيل عبر بناء عشرات المستوطنات التي قضت تقريبًا على حل الدولتين.

وقد أدى هذا الوضع إلى تحول المقاومة نحو المواجهات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلى، حيث حدثت مواجهة عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في 2008 قُتل فيها 13 إسرائيليًّا و١٤٠٠ فسلطينى كما شهد صيف 2014 خمسين يومًا من المواجهات المسلحة قادتها حركة حماس قُتل فيها 73 إسرائيليًّا في مقابل أكثر من ٢٠٠٠ فلسطينى.

ثم شهد قطاع غزة مواجهات مسلحة بين حركة الجهاد وإسرائيل في 2019 و2022 ثم في شهر مايو الماضى، كما استمرت المواجهات المسلحة في الضفة الغربية جنبًا إلى جنب مع الانتفاضات والتظاهرات الشعبية، واستمر عرب إسرائيل في التظاهر ضد عنصرية إسرائيل من أجل الدفاع عن حقوقهم في المساواة ورفضًا للعنصرية والتمييز.

لا يمكن القضاء على المقاومة طالما بقى الاحتلال، وإن إعلان إسرائيل نيتها القضاء على حماس لن يحل مشكلة وجود شعب بأكمله يرزح تحت سطوة الاحتلال وقادر على أن يخرج أشكالًا جديدة من المقاومة قد تكون أكثر يأسًا أو تطرفًا من حماس، لأن أسباب وجودها وهى الاحتلال لا تزال باقية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين المقاومة المدنية والمسلحة بين المقاومة المدنية والمسلحة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab