اقتصاد الرهائن

اقتصاد الرهائن

اقتصاد الرهائن

 العرب اليوم -

اقتصاد الرهائن

بقلم - عمرو الشوبكي

كثيرًا ما يلفت الانتباه كتابات باحثين في قضية خارج تخصصهم، مثلما يكتب غير عربى عن العالم العربى أو غير أوروبى عن أوروبا وهكذا، ليس لكون ما يكتبونه دليل «عبقرية» استثنائية أو أنه محل اتفاق، إنما في كثير من الأحيان يقدمون فكرة خارج الصندوق وخارج النمط السائد في نقاشات أهل التخصص حين يتناقشون في تخصصاتهم.

والحقيقة أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فتح جدلًا عنيفًا بين علماء السياسة والاجتماع والعلوم العسكرية والاستراتيجية بجانب نقاشات متنوعة حول مئات التقارير الصحفية التي شهدتها كبريات الصحف العالمية وناقشت ما يجرى في غزة من زوايا متعددة.

وقد لفت نظرى ما كتبته الباحثة الاقتصادية والخبيرة المالية والمدونة البريطانية فرانسيس كوبولا (Frances Coppola) عما سمته «اقتصاد الرهائن» (Hostage economics) تعليقًا على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وتحاول تفسير أسباب وجود فارق في «نسبة المقايضة» بين الأسيرين الفلسطينى والإسرائيلى، ولماذا تسلم إسرائيل ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل أسير إسرائيلى واحد، واعتبرت ذلك دليلًا على أن قيمة الإسرائيلى أعلى من الفلسطينى وفق منطق عملية المقايضة (Game theory)، وقالت إن البشر الذين تخضع حرتهم للمساومة ليسوا متساوين على الإطلاق.

واعتبرت أن هناك تسلسلًا هرميًا للقيمة بين الرهائن، لأن قيمتهم تتحدد على أساس درجة الغضب الذي يعبر عنه الناس تجاه الرهينة، وهذا يعنى أن الأطفال أكثر قيمة من البالغين، والأطفال الرضع أكثر قيمة من الاثنين، والنساء أكثر قيمة من الرجال، وكبار السن أكثر قيمة من الشباب، والأشخاص ذوى المكانة العالية والمرموقة في مجتمعهم أكثر قيمة من الأشخاص العاديين، وقالت إن حماس لم تحتجز أيًا من مشاهير المجتمع الإسرائيلى أو صحفيين وخبراء كبار، وإن ذلك في حال حدوثه لامتلكت ورقة مقايضة كبيرة وغير مسبوقة.

واختتمت الباحثة البريطانية مقالها بالقول إن الأكثر قيمة على الإطلاق هم الجنود، واعتبرت أنه من غير الدقيق وصفهم بالرهائن إنما هم أسرى حرب لأنهم كمقاتلين يعتبرون أهدافًا مشروعة حتى عندما يكونون خارج الخدمة، وهنا ليست درجة الغضب التي تحدد قيمتهم إنما فائدتهم للآلة العسكرية الإسرائيلية، ولذا ليس مستغربًا أن تظل حماس متمسكة حتى الآن بالجنود إلى جانب الرجال في سن القتال الذين تعتبرهم جنودًا حتى تستطيع مقايضتهم بكل الأسرى الفلسطينيين كما تطالب.

استخدمت الباحثة مفردات اقتصادية بحتة، وقامت كما يرى البعض بـ«تسليع» البشر، ولكنها رغم هذه الانتقادات لم يكن هدفها الإقلال من القيمة الإنسانية للرهائن، إنما طبقت خبرتها في المعاملات المالية وعمليات المقايضة على مشهد تبادل الأسرى، وأثار ما كتبته جدلًا واسعًا إعلاميًا وسياسيًا.

ستظل هناك كتابات كثيرة حول ما يجرى في غزة خارج التحليلات السياسية، بعضها له جانب اقتصادى، وبعضها الآخر يتعلق بتفاصيل إنسانية ومعيشية، ومن المفيد متابعتها.

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاد الرهائن اقتصاد الرهائن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab