البطحة التى على رأسنا

البطحة التى على رأسنا

البطحة التى على رأسنا

 العرب اليوم -

البطحة التى على رأسنا

بقلم : عمرو الشوبكي

الإدارة الرسمية والإعلامية لحادث الطائرة المنكوبة فى أغلبها كارثة مكتملة الأركان، سواء بالتصريحات المتخبطة شديدة السوء لوزير الطيران، أو إعلامنا الموجة الذى ركز على خناقتنا مع الغرب، وأن هذه الطائرة خرجت من باريس وليس شرم الشيخ، فلماذا لا يُقاطع العالم الأولى كما فعل مع الثانية، وأعلن بعض المذيعين المعتمدين أن مهمتهم فقط هى نقل البيانات الرسمية حتى لو كانت متضاربة، ونسوا جميعا أن فى هذا النوع من الحوادث يكون هدف أى إعلام لديه حد أدنى من المهنية هو البحث عن الحقيقة والوقائع من مصادر موثوقة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، كما فعلت بامتياز قناة سكاى نيوز عربية، وأولى هذه الحقائق أن هناك 66 روحا بريئة ماتت فى عرض البحر، وأن هؤلاء هم الحقيقة الأولى حتى تظهر باقى الحقائق.

لقد سمعنا خطابا حكوميا وإعلاميا لا علاقة له بالحادث، ولم يراع نكبة أهالى الضحايا بهذه الفجيعة، فلأول مرة نجد وزيرا فى الدنيا يقول عن حادثة من هذا النوع أن هناك احتمالا جميلا (أو جيدا) هو أن يكون الحادث إرهابيا، وآخر ليس كذلك أى العطل الفنى؟ هل يمكن أن نجد انهيارا فى الأداء وفى الحس الإنسانى أكثر من هؤلاء الوزراء المصروفين للشعب المصرى منذ سنوات؟ وهل يعقل أن نصف العمل الإرهابى بأنه احتمال جيد فى ظل وجود 66 ضحية منهم 30 مصريا، لأن ذلك يدين فرنسا ومطار شارل ديجول، فى حين أن الاحتمال غير الجيد هو العطل الفنى لأنه سيعنى أن «مصر للطيران» هى المسؤولة.

ولم يكتف وزير الطيران بهذه الجملة الكارثية وزاد الطين بلة بأن أعطى الإعلاميين دروسا فى الواحدة ظهرا بأنهم يجب أن يقولوا «الطائرة المفقودة» لا المحطمة أو المنكوبة، فى حين أن موعد وصولها لمطار القاهرة كان الثالثة صباحا، وهو الموعد الذى جرى العُرف أن تعتبر بعدها الطائرة سقطت أو أسقطت، ويحق للمسؤولين والإعلاميين أن يصفوها بأى وصف غير «المفقودة»، كما أصر الوزير النابهة أن يقول.

لهذه الدرجة أصبحنا مشغولين باللقطة والصورة وشكلنا، وماذا سيقولون عنا، وكيف نثبت براءتنا من تهم لم يوجهها لنا أحد، ولماذا هذا الضعف وهذه الهشاشة تجاه الغرب رغم الصريخ «الحنجورى» كل يوم، ومتى نتعامل مع أى حادث على أنه يجرى عندنا وعند غيرنا، فالإرهاب لا تكتوى بناره مصر فقط، وسقوط الطائرات لا يخص «مصر للطيران» فقط، والفارق الوحيد بيننا وبين غيرنا أن المصائب والحوادث عندهم تعنى أولاً البحث عن الحقيقة، وثانياً الاعتراف بالخطأ والسعى لتصحيحه، فمن قال إن عملية باريس الإرهابية فى بداية هذا العام، التى راح ضحيتها ما يقرب من 140 مواطنا، لم تعكس اختراقا أمنيا اعترف به الفرنسيون فورا؟ ولماذا احتجنا نحن أشهراً حتى اعترفنا على لسان الرئيس بأن طائرة شرم الشيخ سقطت نتيجة عمل إرهابى؟

سقطت الطائرة المصرية مثل كل طائرات العالم إما نتيجة خلل فنى أو عمل إرهابى، وحتى نصل إلى الحقيقة علينا أن نخفف فقط من آلام أسر الضحايا وندعمهم بكل الوسائل، ولا نتعامل أن على رأسنا بطحة فنلف وندور بدلا من الوضوح والشفافية، ونخرج قليلا من نظرية العالم كله يتآمر علينا، من روسيا إلى أمريكا، ومن إيطاليا إلى فرنسا، فلم نترك عدوا ولا حبيبا إلا واتهمناه بالتآمر. فقليل من العقل والمنطق، وبعض الإنسانية ولو فى المصائب.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطحة التى على رأسنا البطحة التى على رأسنا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab