المقاومة والمسار السياسي

المقاومة والمسار السياسي

المقاومة والمسار السياسي

 العرب اليوم -

المقاومة والمسار السياسي

بقلم - عمرو الشوبكي

يمكن القول إن فشل مسار التسوية السلمية وإجهاض إسرائيل لاتفاق أوسلو، كان أحد الأسباب الرئيسية وراء قيام حماس بعملية غزة يوم السابع من أكتوبر الجارى، بكل تداعياتها على الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

والمؤسف أن الجراح السابقة على عملية غزة لن تختفى، بل ستتعمق بعد العملية الإسرائيلية، فقد خلّفت حتى الآن أكثر من ضِعف الضحايا الإسرائيليين، بينهم ٧٠٠ طفل فلسطينى، واقترب المصابون من ١٠ آلاف. والمعروف أن الفصائل الفلسطينية دخلت فى مواجهات مسلحة مع الدولة العبرية لم تؤد إلى تسوية، على عكس انتفاضات الحجارة فى 1987 والتى اندلعت أحداثها فى أعقاب عملية دهس قام بها سائق شاحنة إسرائيلى يوم 8 ديسمبر 1987 بحق مجموعة من العمال الفلسطينيين العزّل فى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لم يؤد بالعالم الغربى إلى وصف السائق الإسرائيلى بأنه إرهابى مثلما يفعل مع المتطرفين الإسلاميين.

وقد كان هذا الاعتداء هو الشرارة التى فجّرت «انتفاضة الحجارة»، حيث تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى مختلف المدن لفلسطينية، واستشهد منهم 1162 فلسطينيًا، بينهم حوالى 241 طفلًا، وأصيب نحو 90 ألفًا، مع تدمير ونسف 1228 منزلًا، واقتلاع 140 ألف شجرة من المزارع الفلسطينية، كما قتل 160 إسرائيليًا أغلبهم جنود.

ويمكن القول إن انتفاضة الحجارة خلقت مسار تسوية سياسية وكانت سببًا رئيسيًا وراء التوقيع على اتفاق أوسلو فى 1993، وبمقتضاه عادت منظمة التحرير إلى جزء من الأراضى الفلسطينية وأسست السلطة الوطنية، وحصلت على حكم ذاتى كخطوة على طريق بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس.

ويمكن القول إن الانتفاضة الشعبية التى عرفت باسم انتفاضة الحجارة بكل ما مثلته من رمزية مدنية فى مواجهة جيش الاحتلال، هى التى ساهمت فى التوقيع على اتفاق سياسى، فى حين أن باقى الانتفاضات أو المواجهات المسلحة لم تسفر عن التقدم فى مسار التسوية السلمية.

صحيح أن العودة لاعتماد أسلوب المقاومة المسلحة كأداة رئيسية للمقاومة، جاء عقب شعور الفلسطينيين بخيبة أمل كبيرة من عدم وجود أى تقدم فى المسار السياسى، حيث استمرت إسرائيل فى ممارستها العدوانية بحق الشعب الفلسطينى وتضاعفت أعداد المستوطنين 7 مرات على مدار 20 عامًا، وأصبحت حوالى 40% من أراضى الضفة تسيطر عليها إسرائيل عبر بناء عشرات المستوطنات التى قضت تقريبًا على حل الدولتين.

وجاءت عملية غزة الأخيرة التى باغتت فيها حركة حماس، جيش الاحتلال بعملية خداع استراتيجى وقتلت أعدادًا غير مسبوقة من الإسرائيليين، لتثير رفض كل الدول الغربية بجانب الهند، وفتح مرة أخرى نقاشًا حول مستقبل عمليات المقاومة المسلحة وقدرتها على أن تخلق مسارًا سياسيًا يحقق التسوية.

تداعيات ما يجرى فى قطاع غزة ستكون خطيرة على المنطقة والقضية الفلسطينية، وإن الخطوة الأولى يجب أن تكون إنقاذ المدنيين الفلسطينيين، لأن التسوية السلمية باتت مؤجلة

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة والمسار السياسي المقاومة والمسار السياسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab