بقلم - عمرو الشوبكي
نجحت القوات الأوكرانية فى تحقيق تقدم عسكرى، واخترقت أجزاء من خط الدفاع الروسى الأول، وخاصة فى جنوب أوكرانيا، حيث حققت كييف نصرًا استراتيجيًا باستعادة قرية روبوتين فى الجنوب.
ويعتبر خط الدفاع الروسى الأول الأكثر تحصينا بين خطوط روسيا الثلاثة، ويضم 60% من الجنود الروس داخل الأقاليم الأربعة التى تسيطر عليها، وتوقع كثير من المراقبين حدوث تقدم أسرع للقوات الأوكرانية فى منطقة «زابوريجيا».
الجانب الأوكرانى أكد وفقًا لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه: «أصبح بين الخطين الدفاعيين الأول والثانى».
وتسبّب انتشار الألغام بكثافة فى المنطقة فى إبطاء تقدم القوات الأوكرانية، التى قالت إن خبراء المتفجرات قاموا بتنظيف الطريق سيرًا وخلال الليل، ومع ذلك نجحت فى تحرير مدينة خيرسون الجنوبية. أما قائد الهجوم الأوكرانى الجنرال «ألكسندر تارنافسكى» فقال: «إن روسيا تستعين بعناصر الاحتياط، ليس من أوكرانيا فحسب، بل من روسيا أيضًا. لكن عاجلًا أم آجلًا، سيخسر الروس أفضل الجنود وسيعطينا ذلك قوة دافعة للهجوم بشكل أكبر وأسرع»، وفى نفس الوقت اعترف بتكبّد كييف خسائر مُوجعة، وقال: «كلّما اقتربنا من النصر، زادت الصعوبة لأننا نخسر أقوى وأفضل جنودنا».
والحقيقة أن كلام القائد الأوكرانى وتقديرات العديد من المراقبين العسكريين أن الحرب مازالت لم تنته، وأن الخسائر الكبيرة التى تكبدتها القوات الأوكرانية وخاصة فى الجنود، تصعب من مهمتها ولكن لا تجعلها مستحيلة، خاصة أن روسيا مازالت تسيطر على خمس الأراضى الأوكرانية.
لقد انسحبت مؤخرا القوات الروسية من بلدات رئيسية شرقى أوكرانيا، كما أن القوات الأوكرانية حققت تقدما ملحوظا فى الأيام الماضية واخترقت خط الدفاع الأول.
وتعد هذه المنطقة مركز إمداد حيويا للقوات الروسية فى شرق البلاد، ومن هنا سيصبح التقدم الأوكرانى (إذا تم الحفاظ عليه) الأهم منذ انسحاب روسيا من المناطق المحيطة بكييف فى العام الماضى، وتركيز معركتها على الشرق الأوكرانى الذى نجحت فى السيطرة على أغلب مدنه ومناطقه قبل التراجع الجزئى الأخير.
وقد حقق الهجوم الأوكرانى المضاد رغم بطئه الشديد نجاحات واضحة بفضل المساعدات الأمريكية والأوروبية غير المسبوقة، والتى بلغت 20 حزمة مساعدات شملت صواريخ دقيقة ومزيدا من صواريخ جافلين، وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام. كما لعبت الطائرات المسيرة دورا مهما فى المعارك الدائرة خاصة بعد أن استهدفت موسكو ومواقع فى العمق الروسى.
يقينا معارك الكر والفر والتقدم الروسى الكبير ثم الاختراق الأوكرانى لخط الدفاع الأول، يؤكدان أن المعركة لن تحسم بانتصار مدوٍّ أو ساحق لأى طرف، إنما ستحسم بعد استنزاف كبير لكلا الطرفين سيدفع روسيا إما «للتصعيد الكبير» أو القبول بالجلوس على طاولة مفاوضات يقدم فيها الطرفان تنازلات موجعة لا تحقق ما يرددانه الآن فى خطابهما المعلن.