الخازندار يُقتل مرتين 22

الخازندار يُقتل مرتين (2-2)

الخازندار يُقتل مرتين (2-2)

 العرب اليوم -

الخازندار يُقتل مرتين 22

عمرو الشوبكي

حين أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 بُنيت أدبيات الجماعة على فكرة محورية هى «الدعوة»، أى دعوة الجماعة المجتمع المسلم إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، وحين تنجح فى مهمتها تتغير السلطة السياسية دون حاجة إلى أحزاب ولا ثورة، إنما بقوة الجماعة الدعوية.

والمؤكد أن أدبيات الجماعة الفكرية لم تكفّر المجتمع ولا النظام القائم، ولكنها بنت تنظيماً متعدد المستويات، يوجد فيه الأخ المساعد، أو المحب الذى هو أقرب إلى النصير والمتعاطف، وفيه الأخ العامل الذى يدفع 7% من راتبه للجماعة، (ويقدرون بما يقرب من 100 ألف عضو عامل)، وهناك المستوى الثالث الخفى، وهو المستوى الجهادى الذى يؤسس فيه العضو على قيم ومبادئ دينية أكثر صرامة من المستويات السابقة، وظل هذا المستوى هو نواة التنظيم الخاص الذى بُنى بشكل سرى داخل الإخوان عقب مؤتمرها الخامس فى 1938 (وفق أغلب الدراسات التاريخية)، وتورط تقريباً فى كل عمليات الاغتيال التى مارستها الجماعة.

والمفارقة أن الجماعة التى لم تكفّر السلطة، ولم تدعُ فى أدبياتها للعنف كما فعل بعض التنظيمات الجهادية، مارسته فى أوقات كثيرة حين دخلت فى صراع مع السلطة، ووجدنا قادة الجماعة يقولون إنهم ضد العنف والإرهاب، ومع ذلك مارسه كثير من العناصر الإخوانية.

ولعل الدرس الذى لم يتغير منذ اغتيال الخازندار فى عام 1948 حتى الآن هو تلك المراوغة النادرة فى سلوك وخطاب جماعة الإخوان، وكيف امتلكوا قدرة نادرة على قول الشىء ونقيضه، فعبدالرحمن السندى، رئيس النظام الخاص داخل الجماعة، ذكر أن حسن البنا، المرشد العام للجماعة ومؤسسها، قال فى اجتماع بجماعته: «ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله»، وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة «ضوء أخضر» لاغتيال الخازندار.

فى حين أن الشيخ أحمد حسن الباقورى، وزير الأوقاف المصرى الأسبق، أشار فى مذكراته إلى موقف آخر مغاير للموقف السابق حين قال: «الشيخ البنا آنذاك غضب مما حدث وكان ثائراً، وقال: يعنى ليس معنى أن يخطئ قاضٍ فى حكمه أن يُقتل، وأن ما حدث لم يعلم به الإمام البنا».

المفارقة الأخرى أنه عقب اغتيال الشهيد الخازندار على يد عضوى الجماعة عُثر فى حوزتهما فى قسم الشرطة على أوراق تثبت انتماءهما لجماعة الإخوان المسلمين، فقامت النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماماً. لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبدالحافظ كان واحداً من السكرتارية الخاصة لحسن البنا، وهنا اعترف بمعرفته للمتهم، إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضى الخازندار.

المراوغة والكذب سمة متكررة فى ممارسات الجماعة، وهو أمر مبرر لأن عضو الجماعة تربى على أنه ينتمى إلى جماعة ربانية فوق خلق الله تبرر له الكذب، وأحياناً القتل طالما كان الضحايا «أدنى» فى المرتبة حتى لو كانوا شعباً بأكمله، فعليه أن يدفع ثمن بقائه خارج الجماعة أو معارضته لها.

اغتيال الخازندار تم على يد أعضاء فى جماعة الإخوان حتى لو أدان مرشدها الاغتيال، فمسؤولية الجماعة عن الجريمة مؤكدة، وعلاقة الجماعة باغتيال القضاة الثلاثة فى العريش بعد ساعات من صدور حكم الإعدام على مرسى واضحة، سواء تم بيد حلفائها فى بيت المقدس أو أعضائها فالنتيجة واحدة: أن الإخوان مسؤولون منذ 1948 حتى الآن عن قائمة طويلة من العنف والاغتيالات والعمليات الإرهابية، دون أى مراجعة أو حتى اعتراف بهذه الجرائم.

 

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخازندار يُقتل مرتين 22 الخازندار يُقتل مرتين 22



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:07 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 4 جنود إسرائيليين في كمين شمالي غزة
 العرب اليوم - مقتل وإصابة 4 جنود إسرائيليين في كمين شمالي غزة

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab