المال غير السياسي

المال غير السياسي

المال غير السياسي

 العرب اليوم -

المال غير السياسي

عمرو الشوبكي

اُستخدم تعبير المال السياسى لوصف من حصلوا على مقاعدهم فى البرلمان من خلال شراء الأصوات والذمم، ورغم أن هذا الإنفاق ليس إنفاقاً سياسياً بأى حال من الأحوال حتى لو كان الغرض منه هو النجاح فى البرلمان إنما هو إنفاق غير سياسى بامتياز، لأن المال السياسى تعبير استخدم للحديث عن دخول كبار رجال الأعمال إلى مجال السياسة وقيادة بعض الأحزاب، والوصول إلى الحكم كرؤساء وزراء أو جمهورية، كما جرى فى إيطاليا (مع الملياردير بيرلوسكونى) وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، واستخدام تعبير المال السياسى لوصف عملية شراء إرادة الناخبين وتجاوز الحد الأقصى للإنفاق الانتخابى حتى وصل فى بلد فقير مثل مصر إلى حوالى 10 ملايين جنيه أمر فى غير محله.

والحقيقة نحن نتحدث عن أزمة فى النظام السياسى أكثر منه حديثاً عن مال سياسى، وفشلاً فى وضع قواعد قانونية لمحاربة الرشاوى والفساد الانتخابى، وليس التعبير المحايد والباهت بأن هناك مالاً سياسياً ينفق بكثافة، إنما فى الحقيقة نحن أمام جرائم سياسية مكتملة الأركان وليس أمام مال سياسى.

المال مهم فى السياسة ولا توجد حياة سياسية دون أموال، وهناك أنماط غالبة فى الإنفاق على الأحزاب فى النظم الديمقراطية أو التى ترغب أن تكون ديمقراطية، تتمثل فى اشتراكات أعضاء الأحزاب ومساهمات مئات من الشركات الكبرى ورجال الأعمال، وتوضع ضوابط قانونية صارمة لضبط الإنفاق على الأحزاب، والحملات الانتخابية لا تخلو من تجاوزات وانحرافات تجرى فى الواقع العملى، وكثيراً ما لعب نمط تمويل حملات انتخابية دوراً فى نجاح مرشحين بعينهم، فاعتماد أوباما على التمويل الصغير والمتوسط كان سببا فى تنوع قاعدة مؤيديه وضمها شرائح اجتماعية أوسع قدمته بصورة جديدة تماما للرأى العام الأمريكى وساعدت على نجاحه.

وعلى عكس هذا النمط انتشرت فى مصر ظاهرة «أحزاب رجال الأعمال» أى تلك التى يمولها رجل أعمال واحد وعادة ما ترتبط به وباسمه، ورغم انتقاد الكثيرين لهذا النموذج، إلا أن معظم من انتقدوه فشلوا فى بناء أحزاب أخرى تعتمد على نمط مختلف من التمويل قائم على اشتراكات الأعضاء أو دعم العديد من رجال الأعمال وليس رجلاً واحداً.

والحقيقة أن النقاش حول المال السياسى كان يجب أن يدور حول هذه المسألة: ما هى أنماط تمويل الأحزاب والحملات الانتخابية وليس أنماط الرشاوى الانتخابية التى فاحت رائحتها فى كل مكان واعتبرها البعض مالاً سياسياً وهى فى الحقيقة جرائم سياسية.

نحتاج إلى نظام قانونى يواجهه الرشاوى الانتخابية وعمليات شراء الأصوات وليس وصف ما جرى بأنه مال سياسى، واعتبار قضية المال السياسى لها علاقة بتمويل الأحزاب والحملات الانتخابية، ومناقشة نموذج حزب رجل الأعمال الواحد والممول الواحد، فى حين أن الأحزاب تحتاج إلى مال سياسى يساهم فيه آلاف الأشخاص وليس شخصاً واحداً، وتنظمه قواعد قانونية وشفافية ونظام للمحاسبة، فهذا هو المال السياسى المطلوب، وليس الجرائم السياسية التى ربطناها ظلماً بالمال السياسى.

arabstoday

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المال غير السياسي المال غير السياسي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab