المبادرة القطرية

المبادرة القطرية

المبادرة القطرية

 العرب اليوم -

المبادرة القطرية

عمرو الشوبكي

قطر ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه، فالقدر أعطاها النفط والغاز فجلبا لها المال، والقدر أيضاً ابتلى شعبها بنظام حكم هو الأسوأ في تاريخ النظم العربية، فليس عيباً أن تكون صغيراً بلا عمق تاريخى، ومحدوداً في مواردك الإنسانية، ولكن العيب (كل العيب) أن تنفق كل هذه الأموال في التخريب والهدم والحقد على كل دول المنطقة، وتتصور أن قناة تليفزيونية يمكن أن تصنع لك مستقبلاً، مثلما تصورت أنك يمكن أن تشترى دوراً بشيكات مدفوعة فعلتها من قبل مع سياسيين عرب، وكررتها لكى تنال تنظيم كأس العالم، وتتصور أنك بالرشوة والفساد يمكن أن تصبح دولة وتنسى أن شراء الذمم ورشوة الناس لا يمكن أن تصنع لك مستقبلاً.
قطر المتلونة تتعامل حسب الحاجة بوجه مع إسرائيل توظفه حسب الحاجة، ولها أيضاً وجه إخوانى ثان، وثالث ثورى، وهى حليفة أمريكا والإخوان، وصديقة إسرائيل وحماس، وتؤسس نظاماً رجعياً ومستبداً وفاسداً وتعطيك دروساً في الثورية والديمقراطية.
نعم قطر تسوّق نفسها عن طريق قناة الجزيرة أنها دولة ثورية بعد أن سقطت دول الممانعة التي «تمحكت» فيها أيضاً في الماضى، في نفس الوقت الذي تستضيف فيه أكبر قاعدة أمريكية في العالم العربى، ولديها علاقات قوية بالإسرائيليين، ولاتزال ترى مصر من خلال حديث الثورة إذا كان في صالح الإخوان، وترفضه أو تهمشه إذا كان ضدهم.
لن تقنع قطر أحداً بأنها دولة ثورية وهى التي عرفت ثراء نفطياً مؤكداً، ولكنها لم تعرف في تاريخها كله كلمة انتخاب، فالثورية تُفهم من عبدالناصر حين أمم قناة السويس عام 1956، ودفعت مصر ثمناً باهظاً لهذه الخطوة من أجل كرامتها واستقلالها، وتُفهم أيضا في إيران التي عرفت ثورة شعبية شارك فيها 6 ملايين مواطن وسقط فيها عشرات الآلاف من الضحايا، وفى فنزويلا الراحل شافيز الذي طبق اشتراكية ثورية وواجه أمريكا بحق، ولكن ليس هناك من هو مستعد أن يسمع أن قطر دولة ثورية، حتى لو رددت الجزيرة ذلك كل يوم.
إن قطر الثورية الإخوانية لم تحارب إسرائيل ولن تحاربها، ولن تدعم بالسلاح من يحاربها، إنما ستدعم بالمال والسلاح من يحارب الدولة في مصر وتونس، وستدعم الميليشيات التكفيرية في سوريا والعراق وليبيا.
لقد ذكر لى في إحدى المرات وزير خارجية إسبانيا السابق، الذي أقام فترة في قطر، أن أفضل فترات الاتحاد الأوروبى أداءً كانت حين تولت رئاسته دول صغيرة، وضرب مثلاً بهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج. بشرط أن تعرف حجمك وحدود دورك، وهو ما لم تعه قطر وستدفع ثمنه آجلاً أم عاجلاً لأنها اختارت أن تحتفظ بصورة الدولة الكبرى لا مقوماتها.
ومن هنا حين جاءت المبادرة القطرية فقد اتضح منذ اللحظة الأولى أنه لم يكن هدفها وقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، وإنما كان هناك هدف وحيد هو إضعاف الدور المصرى بنقل السيادة على معبر رفح إلى مراقبين دوليين، وضمان فتحه 24 ساعة بضمانة دولية، وهو أمر يطالب به الكثيرون في مصر، ولكن بسيادة مصرية كاملة على المعبر وبقرار مصرى مائة في المائة.
حالة قطر لن تستمر كثيراً، وسقوطها قادم لا محالة، فعلينا ألا نشغل بالنا بها كثيراً، فجرائمها في سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس ستدفع ثمنها غالياً، وبأسرع مما يتصور الكثيرون.

arabstoday

GMT 05:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 04:55 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 04:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رجال الأعمال والبحث العلمي

GMT 04:52 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 04:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 04:48 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 04:45 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 04:43 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبادرة القطرية المبادرة القطرية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو
 العرب اليوم - سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab