ليس كله تمامًا

ليس كله تمامًا

ليس كله تمامًا

 العرب اليوم -

ليس كله تمامًا

عمرو الشوبكي

نظرية «كله تمام افندم» تحتاج إلى مراجعة جذرية، والأوضاع فى سيناء باتت تحتاج إلى قراءة جديدة، بعد أن أصبح سقوط الشهداء كل يوم أمراً صعباً ينغص على كل مصرى حياته، حتى تجاوز عددهم فى 20 يوماً من شهر مارس 30 شهيداً.

هل سنتذكر الـ15 شهيداً ضحايا كمين الصفا فى العريش أمس الأول.. أم سنتذكر صورة الشهيد البطل الرائد شريف محمد عمر وغيرهم الكثير؟.. أم يجب أن نفكر ليس فقط فى الثأر لهم، إنما أيضا فى مواجهة الواقع الصعب الذى أفرز الإرهاب فى سيناء وحولها لظاهرة خطرة وليس مجرد حالات فردية، ونراجع التقصير الذى لم يعد أغلبه أمنياً إنما بالأساس سياسى؟.

إن معركة مصر ضد الإرهاب ليست أساساً مع العصابات الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء وتقتل رجال الجيش والشرطة والمدنيين، إنما مع البيئة الحاضنة له التى جعلت انتشاره واقعا حقيقيا، وهذه البيئة قد تكون مظالم سياسية أو اجتماعية أو علاقة ثأرية مع الدولة ومؤسساتها الأمنية، أو رواية سياسية تقف فى مواجهة إرادة غالبية الشعب فى 30 يونيو، أو نتيجة انحراف دينى أو عقائدى تروج له الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وغيره.

حين ينتقل الإرهاب من تنظيم مسلح إلى حالة مجتمعية، مثل ما جرى فى العراق وسوريا، فإن المواجهة الحقيقية لابد أن تكون فى تغيير الواقع السياسى، حتى يتم تعديل هذه الحالة المجتمعية التى دعمت أو تواطأت أو أغمضت عينها عن العناصر الإرهابية.

ففى العراق، تراجع «داعش» حين غيرت الحكومة الجديدة جزئياً من توجهاتها الطائفية، وسيعود «داعش» مرة أخرى إلى المناطق السنية، إذا استمر الحشد الشعبى (التنظيم الشيعى المتطرف الذى ترعاه الدولة) فى ارتكاب جرائمه ضد السنة، وفى سوريا سيطر «داعش» على مساحات من البلاد ووجد بيئة حاضنة، لأن هناك نظاما طائفيا استبداديا لا يتغير، وهناك أيضا إرهاب التنظيمات ذات الرسالة العقائدية والسياسية، مثل حزب العمال الكردى فى تركيا، فجيش تركيا القوى يحارب هذا الحزب ويعتبره منظمة إرهابية منذ أن وعى الناس على «الجمهورية التركية» ولم يهزمه بالضربة القاضية، وظل تقدمه وتراجعه متوقفا على علاقة تركيا بالأكراد.

المؤكد هناك دائما أسباب للإرهاب، ولا يكفى للقضاء عليه أن نقول الإرهاب مجرم وقاتل على طريقة «تعريف الماء بالماء» كما نفعل الآن، فنحن لدينا مشكلة سياسية واجتماعية فى سيناء وأسئلة لا نرغب فى طرحها من نوع: هل تغيرت مشاعر جزء من أهالى سيناء تجاه الدولة المصرية لأسباب كثيرة بعضها قد يكون الضرر الاقتصادى بعد إغلاق معظم الأنفاق، أو نتيجة مسلسل الانتهاكات المستمر منذ اعتداء طابا وحتى الآن؟ أو نتيجة تلك النظرة التى صارت تأخذ الصالح بالطالح من أهلنا فى سيناء واتهامهم بالخيانة، ونسينا فجأة أن هؤلاء كانوا خير مدافعين عن الوطن أثناء الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وكانوا أعين الجيش ورجال المخابرات فى مواجهة الاحتلال؟.. وهل الاستهداف المتكرر للمتعاونين مع الدولة من أهالى سيناء (الصورة البشعة لذبح أب وابنه فى قلب العريش مؤخراً وغيرها بالمئات) جعلهم يخشون الكلام؟ وكثيرا ما قال لى عدد من أهالى سيناء إنهم يكرهون الإرهابيين ولكنهم ضحايا جرائمهم، فهم يطلقون الصواريخ من البيوت على القوات الأمنية وحين ترد الأخيرة يكون الضحايا من سكان هذه البيوت.

تحدى سيناء هو فى استعادة أهالى سيناء مرة أخرى إلى حضن الوطن والدولة بخطط تنموية وقبلها بتواصل مجتمعى وسياسى يحل مشاكلهم الكثيرة، وأن تضع خططنا الأمنية فى مواجهة الإرهاب أهل سيناء نصب أعينها حتى نقول إننا انتصرنا على الإرهاب.

arabstoday

GMT 12:39 2023 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

"سماحة الإسلام" ليست كفراً

GMT 00:29 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

طائر «تويتر» وحرّاس المعبد

GMT 00:55 2022 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيران و«عفريت العلبة»!

GMT 04:11 2022 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

الداعشية وقتل الأب

GMT 07:30 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

داعش وحماس والسلطة ثالثتهما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كله تمامًا ليس كله تمامًا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab