متى سيخرج محمود

متى سيخرج محمود؟

متى سيخرج محمود؟

 العرب اليوم -

متى سيخرج محمود

عمرو الشوبكي

لا أحد يعرف لماذا بقى محمود محمد أحمد، ذو الـ16 ربيعاً، 700 يوم وراء القضبان محبوساً احتياطياً، ولا أحد يفهم كيف يبقى مراهق كل هذه الفترة معتقلا لأنه كتب على قميصه جملة عابرة «وطن بلا تعذيب».

وقد بدأت قصة محمود فى الذكرى الثالثة لثورة يناير عند عودته إلى البيت حين أوقفه كمين المرج لارتدائه تيشيرتاً مكتوباً عليه عبارة «وطن بلا تعذيب» وكوفية مكتوباً عليها ٢٥ يناير.

وبقى الشاب الصغير محبوساً بأمر وزارة الداخلية «لدواعٍ أمنية» تَنقل خلالها لأربعة أماكن احتجاز مختلفة هى قسم المرج سجن أبوزعبل، سجن الاستئناف، سجن طرة، مع مئات غيره لم توجه لهم تهم واضحة.

والمفارقة أن فرنسا التى تعرضت الأسبوع الماضى لاعتداءات إرهابية خلفت ما يقرب من 140 قتيلاً، أوقفت، أمس الأول، 8 أشخاص فى أعقاب اشتباكات حى سان دونى، أفرجت عن 7 منهم فى حين أن فى مصر يتم توقيف مئات الأشخاص ويظلون رهن الحبس الاحتياطى لأشهر دون أن توجه لهم تهم محددة ودون أن تكون لهم أدنى علاقة بالعنف والجماعات الإرهابية.

يقيناً أن مصر مرت بظروف صعبة وتحدى الإرهاب تحدياً حقيقياً وليس مصطنعاً، إلا أن مواجهته لن تكون بتوسيع دائرة الاشتباه والمظالم، ووجود ما سبق وسميته من قبل «بمظاليم وراء القضبان».

قصة محمود ذكرتنى بعشرات الرسائل التى تلقيتها منذ انتفاضة 30 يونيو وتتحدث عن مظالم بعضها مؤكد وبعضها راجح ولم تنل اهتمام المسؤولين، فأحد هؤلاء عضو فى هيئة تدريس إحدى الجامعات المصرية، فضل عدم ذكر اسمه، أشار إلى قصة اعتقاله عشوائيا من حرم الجامعة، بعد انتهاء محاضراته فى الكلية، وبقى فى المعتقل قرابة شهرين، منها 13 يوما فى معسكر السلام للأمن المركزى و18 يوما فى قسم ثان مدينة نصر وباقى الأيام فى أبوزعبل، ثم تم إخلاء سبيله بكفالة، بعد أن اتهم بـ16 تهمة منها حرق مدرعتى شرطة واعتداء على ضابط وسرقة سلاح ميرى.

ورغم أن زملاءه ذهبوا جميعاً للشهادة فى النيابة، ومنهم رئيس القسم وعميد الكلية، وقدما مذكرة رسمية تحمل إمضاءهما وتقول إنه كان متواجدا بالكلية، ولم يشارك فى أى أحداث، ومع ذلك ظل لأشهر وراء القضبان.

المفارقة أن هذه القصة عمرها من عمر قصة محمود، وقال البعض إن وضع مصر من الناحية الأمنية كان أصعب من الآن، وبرر البعض الآخر هذا النوع من الانتهاكات بحجة مواجهة خطر الإرهاب، إلا أن استمرار هذا النوع من الانتهاكات الجسيمة مع أشخاص لا يمارسون ولا يحرضون على العنف يساهم فى تعميق الاحتقان وخلق بيئة حاضنة للإرهاب، أو محبطة ولا يعنيها المساهمة فى أى إنجاز اقتصادى أو سياسى، أو رافضة للمشاركة فى العملية السياسية الشرعية، ولا ترى بديلا إلا عبر الفعل الثورى والاحتجاجى.

حالة القلق على مستقبل محمود، طالب الثانوى القابع خلف القضبان، سبق أن حذر منها الأستاذ الجامعى الشاب: «لو ضاع مستقبل هؤلاء الطلاب فسيكونون قنابل موقوتة ضد الوطن بعد خروجهم، لقد ضُربوا وأهينوا وأهدرت كرامتهم وإنسانيتهم وغير ذلك الكثير».

لا تستهينوا بوضع آلاف المظلومين أو المخطئين من غير الإرهابيين وراء القضبان لأشهر أو لأسابيع، فنحن بذلك لا نواجه الإرهاب إنما نعمقه، ولا نقضى على الإحباط إنما ننشره، ولا نحاصر الصوت الاحتجاجى إنما ندعمه.

arabstoday

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سيخرج محمود متى سيخرج محمود



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab