نهاية العراق

نهاية العراق

نهاية العراق

 العرب اليوم -

نهاية العراق

عمرو الشوبكي

اختارت مجلة التايم الأميركية هذا العنوان لوصف ما يجرى فى العراق، وأظهرت الصورة التى غطت بشكل كامل غلاف المجلة الأميركية الشهيرة البلد وهو يحترق من ناحية محافظته الشمالية، وكتب عليها: «The end of Iraq» وقالت المجلة: «الكارثة تطوى العراق وتمتد للشرق الأوسط».
والمدهش أو ربما الصادم أن المجلة الأمريكية تحدثت عن نهاية العراق بعد 11 عاما من الغزو الأميركى، وتجاهلت سنوات الدمار والخراب التى خلفها هذا الغزو على أرض العراق، ونسيت أو تناست أنه المسؤول الأول عن تدميره وليس نهايته.
مدهش وصادم أن يتذكر الإعلام الأميركى العراق ويتحدث عن نهايته، وينسى أو يتناسى مسؤولية الاحتلال الذى أوصل البلد إلى ما هو فيه الآن.
إن ما جرى فى العراق كان كارثة مزدوجة، لأن نظام صدام حسين سقط بفعل احتلال أجنبى وليس ثورة داخلية، رغم حدوث انتفاضات كثيرة قمعها بقسوة نظام صدام، وأن هذا الاحتلال ارتكب جريمة كبرى حين لم يكتف بإسقاط النظام القائم، إنما قضى على الدولة العراقية، وفكك مؤسساتها، وحل الجيش، فكان البديل دولة طائفية رخوة فى بلد نفطى غنى غير قادرة أطراف الصراع السياسى على إدارته بطريقة سلمية، إنما يتهمون بعضهم البعض بالعمالة والإرهاب.
إن تقدم مسلحى داعش (الدولة الإسلامية فى الشام والعراق) بهذه السهولة، جنبا إلى جنب مع مسلحى العشائر وانهيار الجيش العراقى فى المناطق السنية، وفرار جزء كبير من قادته يدل على عمق الأزمة التى ضربت المجتمع العراقى منذ هدم الدولة على يد الولايات المتحدة الأمريكية.
إن بناء «دولة» جديدة رخوة اعتمدت المحاصصة الطائفية عنوانا لها، فأحلت الميليشيات الطائفية مكان أجهزة الأمن، ومارست وزارة الداخلية جرائم طائفية بحق السنة لا تختلف كثيرا عن جرائم تنظيم القاعدة بحق الشيعة.
لم يشعر رئيس وزراء العراق نورى المالكى مثل الحكام العرب المستبدين بأى مسؤولية عن هذا الفشل، وعن هذا النظام الطائفى الذى كرسه ولا عن التخريب الذى أحدثه فى بنية المؤسسات العراقية، فهو المسؤول الأول عن الانهيار الذى أصاب القوات العراقية فى محافظتى نينوى وصلاح الدين، والموصل، وهو المسؤول عن انهيار الروح المعنوية للجيش العراقى وفرار بعض قادته إلى المناطق الكردية القريبة، وهو أخيرا المسؤول عن تعمق الانقسام الطائفى داخل البلاد ونظرة قسم كبير من أبناء الشعب العراقى إلى جيشه باعتباره جيشا طائفيا أو قوات حكومية، وبالتالى قدم حاضنة اجتماعية لعناصر داعش فى عدد من المحافظات، لأنهم يحاربون قوات المالكى الطائفية.
رئيس وزراء العراق نسى أنه تجاهل مظاهرات العشائر والقوى السنية واحتجاجاتهم فى الفالوجا وكثير من المدن العراقية لأشهر دون أى استجابة للحد الأدنى من مطالبهم، ونسى أو تناسى أن هذا التجاهل الفج كان هو بداية تحول النضال السلمى إلى عمل مسلح، ووجود حاضنة اجتماعية فى المحافظات السنية لتنظيم داعش الذى سبق لنفس هذه المحافظات أن حاربت طبعته الأولى (تنظيم القاعدة) وطردته خارجها.
نعم هى نهاية العراق المصنع أميركيا وطائفيا منذ عام 2003، وهى قد تكون بداية لعراق جديد بدون المالكى وباعتراف أمريكى ولو ضمنى بنهاية مشروع الفوضى الخلاقة فى المنطقة، والفشل المدوى لتجربة زرع الديمقراطية من خلال قوة السلاح.

arabstoday

GMT 00:50 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

خطى تتعثَّر

GMT 00:46 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

«برابرة»

GMT 00:42 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 00:37 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

موسما الهجرة من لبنان وإليه!

GMT 00:31 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روح أكتوبر!

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:20 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتجسس على أصدقائها.. فما البال بأعدائها؟!

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية العراق نهاية العراق



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab