مكرم محمد أحمد
يحارب الأكراد السوريون بشجاعة نادرة دفاعا عن أراضيهم ضد قوات داعش التى تحاصر أكبر مدنهم (عين العرب) التى تحمل ايضا اسم كوباني، وتقف على مسافة لاتتجاوز كيلو مترين من المدينة، ومع ذلك لا يزال الاكراد السوريوين يستبسلون دفاعا عن مواقعهم، لم تخدعهم داعش ولم تنجح فى اختراق صفوفهم ولايزالون يحافظون على مواقعهم رغم فشل القصف الجوى الامريكى فى وقف تقدم قوات داعش او تخفيف قبضة حصارها على المدينة.
وبسبب فظاظة داعش وسلوكها الوحشى هرب مئات الآلاف من المدنيين الاكراد من قراهم إلى الاراضى التركية، مطالبين حكومة رجب الطيب أردوغان بمساعدتهم على منع سقوط مدينتهم (كوباني) فى أيدى داعش، لكن الاتراك طلبوا منهم أولا ادانة بشار الاسد فى بيان علنى وإعلان انضمامهم للجيش السورى الحر!، رغم ان سقوط كوبانى فى ايدى داعش يمكنها من الوقوف على الحدود التركية.
والواضح من سيرعلميات القصف الجوى ضد داعش، ان الاثار جد محدودة لم تنل من عتاد داعش الثقيل خاصة المدفعية والدبابات، ولم تنجح فى وقف عملياتها التى لاتزال مستمرة على الجبهتين السورية والعراقية، كما استطاعت قوات داعش ان تكيف نفسها مع القصف الجوى الامريكي، حيث تلجأ قواتها إلى الانتشار السريع وقت القصف، بما جعل غالبية الخبراء العسكريين خاصة الامريكيين يعتقدون باستحالة هزيمة داعش فى غيبة عملية برية تقوم بها قوات أرضية، تفكك قبضة داعش على هذه المساحات الشاسعة من الاراضي..
وهذا ما يراه روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكى السابق، وما يراه الجنرال ديميسى رئيس اركان حرب القوات الامريكية ويراه ايضا قائد القوات الامريكية فى الشرق الاوسط، إضافة إلى رئيس الاركان البريطانى السابق سير ديفيد ريتشارد الذى اكد اخيرا ان القصف الجوى لقوات داعش لن يكون كافيا لهزيمتها، داعيا إلى تشكيل قوة برية مشتركة من الدول الغربية تقوم بالمهمة، خاصة ان التقارير القادمة من الجبهيتن العراقية والسورية تؤكد ان آثار القصف الجوى لايزال جد محدود، لم يعطل قوات داعش عن القيام بأى من مهامها.