مكرم محمد أحمد
عندما يعطى الرئيس السيسى إشارة البدء لتشغيل القناة الجديدة التى ازدوج مسارها فى مساحة تزيد على ثلاثين كيلو مترا ، وتعمق غاطسها لتستوعب المزيد من السفن مهما بلغ غاطسها او حجم حمولاتها ،
فذلك يعنى ان مصر بدأت مشروعها الوطنى العملاق لتطوير محور قناة السويس الذى يشكل فيه توسيع مجرى القناة مجرد نقطة البداية لمشروع اقتصادى ضخم ـ يغير وجه الحياة فى هذه المساحة الشاسعة من اللامعمور التى تبدأ شرق القناة فى سيناء وتمتد غربا عبر مدنها الثلاثة الى سهل الصالحية لتصل جنوبا الى حواف مدينة القاهرة لتصبح هذة المنطقة كلا واحدا ، تضم محطات لوجستية ضخمة تصل موانى السويس وبور سعيد والسخنة بشمال افريقيا وشرق المتوسط وعمق القارة السوداء ، كما تضم ورش تجميع كبيرة لصناعات معدنية وهندسية عديدة ، ومزارع حديثة لتصدير الحاصلات الزراعية واخرى لتربية الاسماك ، فضلا عن توفير ما يقرب من مليون فرصة عمل لشباب مصر ، واقامة مجتمعات عمرانية جديدة تحيل هذا الخلاء الشاسع الى معمور سكانى ضخم ، يعزز امن مصر وسيناء فى منطقة استراتيجية خطيرة لم تزل مع الاسف مجرد حقول رمال !
انجز المصريون بجهدهم الوطنى مشروعا عملاقا احسنوا تخطيطه وتنفيذه اعتمادا على انفسهم ، موله الشعب بمدخراته الشعبية فى سابقة لم تشهدها اى من الامم الناهضة ، واختصروا انجازه فى عام واحد بدلا من ثلاثة اعوام ، فى سيمفونية عمل متكاملة تفيض حماسا ووطنية ، شتان بين افراحها اليوم واتراح مشاهد السخرة عندما كان المصريون يعملون غصبا فى حفر القناة تحت سياط وكرابيج المراقبين الاجانب !..، ولهذا سوف تبقى القناة الجديدة شاهدا على صلابة الارادة السياسية وقوة عزم المصريين تعكس الفخار والعزة والكرامة . واظن ان من حق المصريين ان يعيشوا هذا الفرح الغامر بافتتاح قناتهم الجديدة بعد اربع سنوات عجاف ، كابدوا خلالها صورا متتابعة من الكآبة والعذاب وسوء الحكم وسيطرة الفاشية الدينية على مقدرات البلاد ، واضطراب الاحوال وغياب الامن وتهديدات جماعات الارهاب وسوء الفهم من جانب غالبية المجتمع الدولى لما حدث فى مصر يوم 30 يونيو ، الى ان نجحوا قبل عام بمعاونة اساسية من قواتهم المسلحة وازاحوا حكم المرشد والجماعة، ووضعوا مصرعلى الطريق الصحيح لبناء دولة مدنية ديموقراطية يرأسها رئيس منتخب جاء به الشعب فى انتخابات نزيهة ، يراقب اعمال السلطة التنفيذية فيها مجلس نيابى يجرى اختيارة فى انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف دولى تتم ، ان شاء الله ، قبل ان ينتهى عام 2015 .