مكرم محمد أحمد
رغم الخروقات العديدة لاتفاق الهدنة السورية خاصة فى المناطق التى تسيطر عليها داعش وجبهة النصرة، التنظيمان الارهابيان خارج اتفاق وقف اطلاق النار، لاتزال الهدنة متماسكة سارية المفعول فى معظم الجبهات خاصة فى منطقة دمشق والغوطة، بينما اتهمت بعض جماعات المعارضة المسلحة القريبة من السعودية قوات الجو الروسية بقصف مواقعها قريبا من منطقة حلب، لكن أغلب التقارير بما فى ذلك تقرير الامم المتحدة تؤكد ان وقف اطلاق النار لايزال متماسكا رغم خروقات محدودة فى بعض المناطق، إضافة إلى الاعمال العدائية الشرسة التى يقوم بها التنظيمان الارهابيان داعش والنصرة لتوسيع مناطق سيطرتهما استثمارا للهدنة، وان كان الجيش السورى قد تمكن من رد عدوان داعش فى منطقة سلمية واستعادة المدينة.
لكن الخطر الاكبر على الهدنة ياتى من جانب الاتراك الذين يواصلون قصفهم المدفعى من داخل الحدود التركية على منطقة اعزاز على الحدود السورية بدعوى منع المقاتلين الاكراد من السيطرة على المنطقة، بينما تقول صحيفة ميللت ان 15الف جندى تركى يقفون فى منطقة الحدود التركية السورية على أهبة الاستعداد لمواجهة موجة جديدة من الهجرة السورية يمكن ان تقع بسبب القصف الجوى الروسى لمنطقة حلب!، على حين يؤكد المراقبون ان هدف القصف التركى تدمير فرص الاكراد فى اقامة منطقة حكم ذاتى على حدود سوريا، وفرض منطقة حظر جوى بحكم الامر الواقع، وان كان الروس يؤكدون ان فرض منطقة حظر جوى يتطلب اولا موافقة الحكومة السورية كما يتطلب مجلس الامن.
لكن الواضح من اصرار تركيا على عدم احترام قرار وقف اطلاق النار فى المنطقة الشمالية رغبتها الجارفة فى افشال الهدنة وتقويض جهود التسوية السلمية للازمة السورية بعد اعلن المبعوث الاممى دى ميستورا عن الاحتمالات القوية لان تجتمع كل الاطراف فى جنيف فى السابع من مارس القادم لبحث إمكان تسوية الازمة السورية سلميا وبرغم وجود ترتيبات امريكية واخرى روسية لمراقبة وقف اطلاق النار، لا يزال الامريكيون يتحدثون عن ضرورة الاستعداد لتطبيق الخطة البديلة (ب) التى تقضى بوجود قوات برية واحتلال مناطق سورية دون اية ضمانات بالحفاظ على وحدة الدولة السورية واراضيها ما لم ينسحب بشار الاسد من الحكم بينما تملى الظروف الراهنة ضرورة التركيز على نجاح اتفاق الهدنة تمهيدا لبدء المباحثات السياسية.