مكرم محمد أحمد
أغلب الظن ان تتراجع العلاقة بين حماس والسطلة الوطنية الفلسطينية في ظل ازمة العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة، ويكبر الخلاف الراهن بين الجانبين إلي حد يدفعهما إلي فض شراكتهما الاخيرة وانهاء حكومة الوحدة الوطنية،
بحيث يعود الوضع إلي ما كان عليه من تناحر وخلاف، يعزز الانفصال الجغرافي والعقائدي بين غزة والضفة.
ولا يخفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس امتعاضه من اصرار حماس علي القيام بمغامرات خاسرة دون علمه، اخرها خطف المستوطنيين الثلاثة وقتلهم، وفتح معركة مريرة في غير أوان ترتب عليها استشهاد اكثر من 260فلسطينيا واصابة اكثر من الفين،مقابل ضحيتين إسرائيلين احدهما مدني والاخر جندي..،واظن ايضا ان موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي المبادرة المصرية ومشاركته في وضع خطوطها العريضة، زادت من ازمته مع حماس التي اتهمته بالخيانة لانه طالب بالوقف الفوري لاطلاق الناردون اية شروط مسبقة حفاظا علي دماء الفلسطينيين، لكن الخلاف بلغ ذروته بعد العدوان الوحشي من جانب حماس علي وزير الصحة الفلسطيني الذي قدم من الضفة إلي غزة ليتابع عملية انقاذ الجرحي، لكن حماس اشبعته ضربا بالايدي والعصي والاحذية إلي ان كاد يلفظ انفاسه في عمل غوغائي يكشف سوء نيات حماس وعزمها علي افشال حكومة الوحدة الوطنية!.
وما يقطع خطط الرجعة علي الجانبين، تمسك حماس بأطلاق الصورايخ علي المدنيين الاسرائيلين وأعتبار ذلك من اعمال المقاومة المشروعة رغم نتائجه السلبية التي إدت إلي اصطفاف معظم قوي المجتمع الدولي إلي جوار إسرائيل في عملية الغزو البري للقطاع..، والواضح من مجمل الصورة ان إسرائيل وحماس تتفقان علي ضرورة فصل غزة عن الضفة، علي امل ان تقوم في غزة دولة فلسطينية تحكمها حماس بشروط إسرائلية امريكية تم الاتفاق عليها مع جماعة الاخوان المسلمين ابان حكمها لمصر، بينما تبقي الضفة نهبا لاطماع إسرائيل واصرارها علي بناء المستوطنات, لكنه عشم إبليس في الجنة لانه ما من حل للمشكلة الفلسطينية يضمن استقرار الشرق الاوسط سوي قيام دولة فلسطينية علي ارض الضفة والقطاع.