مكرم محمد أحمد
تملك مصر أن تفتح معابرها إلى قطاع غزة كى تقدم فرصة حياة لعشرات الجرحى الفلسطينيين الذين ربما لا يجدون علاجا ملائما فى مستشفيات غزة المثقلة بحالات صعبة وكثيرة تفوق قدراتها،
وقد فعلت، وتملك أن ترسل ما تستطيع من مواد الاغاثة والدواء إلى الاهل فى غزة، وتساعد على سرعة تمرير قوافل المساعدات التى تأتى من الدول الصديقة والشقيقة، ومن المؤكد انها فعلت، وتملك أيضا توجيه رسائل غاضبة لكل دول العالم كى تضغط على رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو، وتلزمه وقف العدوان الغاشم فى اسرع وقت ممكن، كما تملك أن توجه تحذيراتها المتتابعة لاسرائيل من مغبة استمرار العدوان واثره المحتمل على العلاقات المصرية الاسرائيلية، وقد فعلت.
لكن مصر لاتملك أبعد من ذلك فى ظل علاقاتها الراهنة مع حماس التى تفتقد الاتفاق على الحد الادنى من المصالح المشتركة، لان حماس لم تسأل مصر الرأى فى حسن توقيت هذه المعركة وجدواها!، ولم تقدر ظروف مصر الراهنة التى كان ينبغى ان تلزمها اعادة النظر فى اولوية هذه المعركة فى هذا التوقيت، خاصة ان العملية لا تهدف إلى تحرير شبر واحد من الارض المحتلة، ولان حماس التى أسهمت فى تخريب امن مصر، وتدخلت فى الشأن المصرى إلى العمق، وتورطت فى جرائم صعبة تنظرها المحاكم المصرية،لم تكلف نفسها مصالحة مصر أوالاعتذار عن جرائمها او حتى اعلان عزمها على مراجعة سياساتها!، ورغم ذلك فقد فعلت مصر كل ما تستطيع لان مصر لا تستطيع ان تفعل اكثر من ذلك،لان مصر لاتستطيع أن تقدم عونا عسكريا لحماس التى يكفيها صواريخ إيران وسوريا، فضلا عن ان مصر تحترم التزاماتها الدولية، كذلك لا تملك مصر اعادة فتح الانفاق ليصبح أمنها الوطنى مستباحا على هذا النحو الفوضوى الذى استمرأته حماس،وهدد سيادتها على أراضيها واستنزف اقتصادها الوطني!..، وأظن ان من حق مصر التى لدغت اكثر من مرة ان تضع الحدود الواضحة والفاصلة بين أمنها الوطنى وسيادتها على جميع أراضيها،وخطط حماس التى غادرت موقع الصديق والشقيق، وتهدرهذه الاعتبارات عمدا دون أن تحقق انجازا واحدا لمصلحة القضية الفلسطينية.