المهام الأساسية لفترة حكم ثانية

المهام الأساسية لفترة حكم ثانية

المهام الأساسية لفترة حكم ثانية

 العرب اليوم -

المهام الأساسية لفترة حكم ثانية

بقلم : مكرم محمد أحمد

فى خطاب شديد التركيز شديد الشفافية شديد الوضوح فى أهدافه ورسائله ومراميه لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة، حدد الرئيس عبد الفتاح السيسى الملامح الأساسية لفترة حكمه الثانية التى اختار لها عنواناً عريضاً هو (إعادة بناء الإنسان المصري)، مؤكداً أن أروع أيام مصر هى أيامها القريبة المقبلة، بعد أن ألقى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب لأول مرة بعد 13عاماً تأكيداً على أن الدولة المصرية الحديثة قد استكملت كل مؤسساتها الدستورية.

وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى فى بداية خطابه لوحة الوطن الراهنة بأنها رائعة الجمال والكمال، تُثبت عراقة هذا الشعب العظيم وقدرته على تحدى التحدي، وقد ازدانت بأزهرها الشريف منبر الوسطية والاعتدال وبالكنيسة المصرية العريقة رمز السلام والتسامح، يحميها رجال الجيش البواسل وشرطتها الأبطال الذين قدموا التضحيات الغالية كى ينعم شعب مصر بالأمن والاستقرار، ويظل مرفوع الرأس والهامة لأنه أعاد الأمن والاستقرار الى الوطن ورسخ وجودهما تأكيداً على نهوض الدولة القوية القادرة على فرض احترام القانون على الجميع، ولأنه أقام وسط هذه التحديات الهائلة دولة عصرية حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية، تسع جميع المصريين بكل تنوعاتهم وثرائهم الحضاري، وتؤمن بأن كل اختلاف وكل تنوع فى الرأى هو فى الحقيقة قوة مضافة، تجعل الشاغل الأول للمجتمع المصرى قبول الآخر وخلق مساحة مشتركة بين كل فرقاء الوطن تتعاظم على نحو مستمر ومتزايد لتحقيق التوافق والتكافل والسلام المجتمعى الذى يمكن كل المصريين دون استثناء من المشاركة فى تحقيق التنمية سياسية واقتصادية حقيقية، وربما كان أهم ما أكده الرئيس السيسى فى خطاب الأمس أن مصر تستطيع برحابة أن تستوعب الجميع، لا تعزل ولا تستثنى أحداً من أبنائها إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلاً لفرض إرادته وسطوته..

ولأن المرحلة المقبلة هى مرحلة إعادة بناء الإنسان المصرى حدد الرئيس السيسى مهمتين أساسيتين تتصدران الاهتمام العام، أولاهما: نظام تعليمى جديد لا يقوم على الحفظ والاستظهار، يربى ملكات وقدرات الإنسان المصرى منذ مراحل تعليمه الأولى على حسن استخدام عقله بما يمكنه من التمييز الواضح بين الخطأ والصواب والخير والشر ويجعله قادراً على قبول الآخر متطوراً منفتحا يفهم حاجات عصره ويؤهل قدراته على نحو مستمر لقبول تحديات هذا العصر، ويمكن مصر من بناء جيل جديد يغير معادلة التعليم العام لتصبح الأولوية الكاملة لتعليم فنى حقيقى فى مدارس فنية معدة على نحو جيد، ترتبط على نحو متكامل بنظام الانتاج وعنابر المصنع ،لأنه لا معنى لأن تستمر معاهد مصر التعليمية فى تخريج افواج متتابعة من خريجى الكليات والمعاهد النظرية لايحتاجهم سوق العمل الذى يعانى ندرة شديدة فى التخصصات العلمية والمهنية والمهمة الثانية هى تحسين جودة صحة الإنسان المصرى والارتقاء بخدمات الصحة، لأن العقل السليم فى الجسم السليم خاصة أن مؤشرات الصحة العامة تشير بوضوح بالغ إلى مخاطر زيادة أمراض التقزم وفقر الدم، وسوء البنية الجسدية لأطفال مصر بسبب نقص التغذية والرعاية الصحية، وما من شك فى أن الذين خاضوا ويخوضون الآن تجربة ناجحة مع فيروس سى الكبدى التى كانت قد وصلت نسبة الإصابة به إلى حدود15 فى المائة فى الريف المصري، قادرون على تحسين الخدمة الصحية خاصة انها تتمتع الآن ببنية أساسية مكتملة من المستشفيات والوحدات الصحية تغطى الريف المصرى بكامله .

وإذا كان بناء الإنسان المصرى على أساس شامل ومتكامل بدنيا وعقليا وثقافياً بما يمكنه من استعادة هويته المصرية هو الأهم فى فترة حكم الرئيس السيسى الثانية، تصبح ملفات وقضايا التعليم والثقافة موضع حوار مجتمعى صريح لإقرار حزمة المشروعات المطلوبة على مستوى قومي، مع ضرورة استمرار مسيرة الإصلاح الاقتصادى لنهايتها مهما تكن المصاعب، وتوفير شبكة الأمان الاجتماعى التى توفر فرص حماية الفئات الأقل القدرة كى تكون جزءاً من مسيرة التقدم، ويظل هدف توفير مليون فرصة عمل كل عام يغطى تراكم نسب البطالة القديمة وتمكن الداخلين الجدد إلى سوق العمل من فرص عمل منتجة هو الهدف المستمر الذى يسبق كل الاهداف، ويتطلب من جميع المصريين جهداً مستمراً غير مسبوق، يرفع معدلات التنمية الى نسب تتجاوز 8 فى المائة ضماناً لتحقيق جودة الحياة لكل المصريين.

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 01:05 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

حكاية الحكومات في فلسطين... والرئيس

GMT 02:47 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

لماذا مدح بوتين بايدن؟

GMT 01:26 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

سياسة في يوم عيد الحب

GMT 01:23 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

كوارث التواصل الاجتماعي!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

تستكثرُ علي بيتك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهام الأساسية لفترة حكم ثانية المهام الأساسية لفترة حكم ثانية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab