بقلم : مكرم محمد أحمد
أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف الأسبق ورئيس لجنة الأزهر فى الحوار مع الفاتيكان، أن زيارة شيخ الازهر د/احمد الطيب وحواره مع بابا الفاتيكان والرئيس الفرنسى هولاند وممثلين عن الرأى العام الاوروبى أثمرت نتائج هائلة، تتجاوز كثيرا عملية رأب الصدع بين الفاتيكان والأزهر، واستئناف الحوار بينهما بعد قطيعة استمرت خمس سنوات، وتوافقهما خلال اجتماعهما الأخير على عقد مؤتمرعالمى للسلام دفاعا عن حق الإنسان فى العدل والمشاركة فى تقرير مصيره.
وقال الدكتور زقزوق إن العاملين المهمين اللذين كان لهما الأثر الضخم فى زيارة الشيخ الطيب، رسالته إلى الجاليات المسلمة فى أوروبا بأن تحاول الاندماج فى أوطانها الجديدة وتستوعب ثقافات هذه الأوطان، وتقف إلى جوارها فى مواجهة جماعات الارهاب بصرف النظرعن أسمائها، أما العامل الثانى فيتمثل فى اقتناع الاوروبيين العميق بأن الأزهر يمثل المدرسة الوسطية التى تأخذ على عاتقها نشر الاسلام المعتدل، دلالة ذلك أنه لم يحدث أن تخرج من أى من معاهد الأزهر أوكلياته طالب أو باحث رفع السلاح باسم الجهاد أو سعى لنشر أفكار متطرفة تدعو إلى العنف. ويتوقع الدكتور زقزوق وصول وفد من الفاتيكان فى وقت قريب للاتفاق على عقد مؤتمر السلام ومكانه وجدول أعماله وطبيعة حضوره إضافة إلى دراسة كيفية تنظيم جلسات الحوار القادمة التى يمكن تبادلها مرة فى الأزهر ومرة فى الفاتيكان كل ستة أشهر كما كان يحدث قبل القطيعة، مع إمكان عقد مؤتمرات مشتركة فى أى من العواصم الأوروبية والإسلامية..، وقال الدكتور زقزوق ان الشروط الأساسية بين الأزهر والفاتيكان التى يلتزم بها الجانبان تخلص فى عدم تعرض أى جانب لفحوى العقائد الدينية عند الآخر أو إخضاعها للنقاش احترما لكل دين، ولأن أحدا لن يستطيع ان يغير عقائد الآخر، وإن كانت قوائم موضوعات الحوار سوف تشمل طبيعة العلاقات الثقافية بين الأديان، والتاكيد على رفض صراع الحضارات والاديان، والتزام كل الأديان باعلاء قيم الخير والعدل والسلام..، وقال الشيخ زقزوق إن الأزهر مع أنه ليست له أى ملاحظات على اليهودية كدين سماوى يدعو إلى كل القيم الخيرة التى تدعو لها الأديان كافة يرى أن اشراك حاخامات اسرئيل فى الحوار مع الازهر والفاتيكان يتطلب إحداث تقدم جوهرى فى القضية الفلسطينية، يفضى إلى قيام الدولة الفلسطينية ويجعل التسوية السلمية للصراع العربى الإسرائيلى أمرا واقعا.