بقلم : مكرم محمد أحمد
لا أجد اى غضاضة فى موقف السيد محمد كربلاء إمام وخطيب مسجد سانت اينى دوفارى الذى رفض الصلاة على جسد عادل كرمنيش
(19 عاما) الذى اقتحم هو وزميله عبدالملك بدنجال كنسية القرية واجبر الاب جاك هاميل راعى الكنسية(85عاما)على الركوع قبل ان يجز المتهم الاول عادل رقبة الكاهن بالسكين فى واحدة من أخس جرائم الارهاب التى ارتكبتها داعش، وكان لها تأثير واسع النطاق على الشعب الفرنسى بكامله، يفوق تأثير جرائم الارهاب الاخرى بما فى ذلك عملية باريس رغم ضحاياها الكثيرين، لان الارهابيين استهدفوا راعيا بسيطا حسن السمعة لكنسية صغيرة فى مدينة صغيرة فى فرنسا كان صديقا للجميع.
رفض امام مسجد القرية الصلاة على جثمان اى من القاتلين، ورفض دفنهما فى مقابرالمسلمين بالقرية باعتبارهما ارهابيين اساءا إلى صورة الاسلام، وارتكبا جريمة نكراء يصعب معها القيام بأى واجبات دينية حيال جثمانى القاتلين..، وأظن ان ما فعله السيد محمد كربلاء امام مسجد اينى دوفارى يوافق صحيح الاسلام لان الجريمة التى ارتكبها الاثنان تخرجهما من الملة والدين ليس فقط لبشاعتها، ولكن لانها تمثل عدوانا فظا على رجل دين مسيحى فى اثناء قيامه بواجباته الكنسية وسط المصلين!، وكما شهد وداع الاب جاك هاميل الاف الفرنسيين الذين قدموا إلى القرية للمشاركة، شهد الوداع جميع افراد الجالية المسلمة فى القرية وعلى رأسهم امام المسجد، ومعظم ابناء الجالية اليهودية فى مشهد كان له تأثيره البالغ على جموع الفرنسيين.
وبالطبع نشطت احزاب اليمين المتطرف فى دعوتها إلى اعادة الجاليات المسلمة إلى بلادها، وتقييد حق الهجرة والعمل للجالية المسلمة فى فرنسا التى تعتبر اكبر جالية مسلمة فى اوروبا، كما نشطت الدعوات العنصرية التى تحض على الكراهية والانتقام وتنكر على المسلمين الفرنسيين حقهم فى ان يكونوا مواطنين فرنسيين!، ومع الاسف لم نسمع حتى الآن رأيا واضحا فى الاجراء الذى اتخذه محمد كربلاء بالامتناع عن الصلاة على جسدى القاتلين ورفضه دفنهما فى مقابر المسلمين، ومدى توافق ذلك مع صحيح الاسلام رغم كثرة الفتاوى التى تصدر عن عشرات المسئولين وغير المسئولين.
هل يمكن ان نسأل فضيلة مفتى الديار المصرية عن رأيه فى موقف صحيح الاسلام من الاجراء الذى اتخذه محمد كربلاء واعتبره موافقا لصحيح الاسلام؟!.