بقلم : مكرم محمد أحمد
اتوقع ان تنشط داعش في جرائم انتقامية جسورة تركز علي عدد من الدول الاوروبية، انتقاما لمصرع ابومحمد العدناني الرجل الثاني في تنظيم داعش واكثر المرشحين لخلافة أبوبكر البغدادي، والمسئول الاول عن إعلام داعش الذي نجح في الوصول إلي مواقع عديدة للتواصل الاجتماعي داخل اوروبا، واكثر مقاتلي داعش غلظة وقسوة وحماسا لاستخدام اشد الاساليب الوحشية، واكثرهم تشجيعا علي معاداة الغرب وترتيب الخلايا النائمة في العواصم الاوروبية!.
ويزيد من احتمالات صدق هذه التوقعات، ان مقتل العدناني جاء عقب سلسلة متتابعة من الهزائم ألزمت داعش أن ترفع قبضتها عن غالبية مدن العراق ومعظم اراضيه وعن أكثر من 40% من الاراضي السورية، فضلا عن الخسائر الفادحة في كوادرها القتالية بسبب استمرار عمليات القصف الجوي لقوي التحالف الغربي لمواقع داعش في سوريا والعراق وليبيا الذي ادي إلي مقتل أكثر من 45الفا من رجالها، تسبب اختفاؤهم علي مدي العامين الاخيرين في نقص فادح في الرجال الزم داعش تجنيد الغلمان الصغار في عمليات القتال والتفجير التي جرت اخيرا في سوريا والعراق وتركيا حيث فجر غلام الرابعة عشرة من عمره نفسه وسط المدعوين في فرح لاسرة تركية.
ويبدو ان طائرة بدون طيار نجحت اخيرا في اصطياد ابو محمد العدناني بعد محاولات عديدة تمكن من الافلات منها، بما يؤكد ان تنظيم داعش مخترق إلي نهايته خاصة ان الطائرة استهدفت ابومحمد العدناني يوم الثلاثاء الماضي وهو يفتش علي قوات داعش في ساحة المعركة قريبا من حلب. والعدناني سوري الاصل، زامل أبومصعب الزرقاوي وهو يؤسس تنظيم القاعدة في العراق، وهو الذي هندس انفصال داعش عن القاعدة واعلن خبره وتولي تبريره والدفاع عنه!، وكانت داعش تبالغ في تقديره واحترامه إلي حد الادعاء بانه سليل اسرة الرسول!، كما كان العدناني علي صلات قوية بمعظم المتطوعين الذين قدموا من عواصم اوروبية عديدة، وشاركوا في القتال إلي جوار داعش في كل من سوريا والعراق، وبسبب هزائم داعش المتكررة وآخرها اخلاء مدينة سرت جنوب ليبيا تحت ضربات التحالف الجوي، يتوقع المراقبون ان ترتب داعش لسلسلة من العمليات الانتقامية تستهدف بعض عواصم الغرب وربما الولايات المتحدة، من خلال خلايا داعش النائمة التي تتشكل من المقاتلين الاجانب الذين حاربوا إلي جوار التنظيم في سوريا والعراق.