صراع خامنئى وروحانى

صراع خامنئى وروحانى

صراع خامنئى وروحانى

 العرب اليوم -

صراع خامنئى وروحانى

بقلم - مكرم محمد أحمد

يشتد الصراع بين أجنحة النظام الإيرانى عقب الأزمات الاقتصادية التى تمر بها البلاد منذ سريان العقوبات الاقتصادية الأمريكية على نظام ملالى طهران، ويتصاعد الغليان الشعبى غضباً من حكم الملالى الذى بدد ثروات البلاد على تصدير الثورة خارج إيران، والإنفاق الضخم على سوريا وحزب الله والحوثيين فى اليمن، وتتفاقم الخلافات بين الاستخبارات الإيرانية الرسمية التى تناصر رئيس الجمهورية حسن روحانى، واستخبارات الحرس الثورى التى تدعم المرشد الأعلى على خامنئى، وتطفو على سطح الأحداث خلافات الإصلاحيين والمحافظين فى الحوزة الدينية الحاكمة، بينما يبحث المرشد الأعلى خامنئى عن كبش فداء يحمله مسئولية تردى الأوضاع فى إيران، فلا يجد سوى غريمه الرئيس حسن روحانى، الذى فاز بفترة رئاسية ثانية رغم جهود المرشد الأعلى لإسقاطه، يحمله مسئولية تردى الأوضاع الاقتصادية، رغم أن الخبراء يجمعون على أن الحرس الثورى الإيرانى الذى يتحرك بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى هو العامل الأبرز للوضع الاقتصادى المتردى لأنه أنفق أموال الشعب الإيرانى على مغامراته الخارجية لتصدير الثورة، ولهذا السبب رأينا جموع المحتجين تجتاح الشوارع والميادين الإيرانية منذ شهور وإلى اليوم رفضاً لهذه السياسات، وقبل أسابيع طالب مجلس خبراء النظام الذى يسيطر عليه رجال الدين المتشددون الرئيس الإيرانى حسن روحانى والفريق الاقتصادى للحكومة بتحمل المسئولية حيال الأزمة الاقتصادية والاعتذار للشعب لأنهم لم يمتثلوا للخطوط الحمراء التى حددها المرشد الأعلى ولم يأخذوا الضمانات الضرورية خلال المحادثات التى أفضت إلى الاتفاق النووى، وأشركوا الخونة من مزدوجى الجنسية فى عمليات التفاوض حول الإتفاق النووى، وكشف فيلم دعائى أنتجه الحرس الثورى الإيرانى عن القبض على 30 إيرانياً من مزدوجى الجنسية يقبعون فى سجون إيران بتهم تتعلق بالأمن والتجسس بينهم دورى أصفهانى أحد المفاوضين الإيرانيين فى الإتفاق النووى الإيرانى، الذى تصر أجهزة الاستخبارات الإيرانية على أنه برىء بينما تتهمه مخابرات الحرس الثورى بإنه ضالع فى التجسس ضد إيران! وكانت سلطات القضاء الإيرانى المتشددة والحرس الثورى الإيرانى هما الجهتين اللتين رتبتا قضية مزدوجى الجنسية لإحراج الرئيس حسن روحانى، وتعمل كلتا المؤسستين، السلطة القضائية والحرس الثورى بشكل مستقل عن حكومة حسن روحانى وتخضعان تماماً لسلطة المرشد الأعلى خامنئى.

ويرى عدد من الخبراء والمحللين للشأن الإيرانى أن المرشد الأعلى خامنئى هو المسئول الأول عن تردى أوضاع إيران السياسية والاقتصادية، وأنه ينظر إلى حكومة حسن روحانى باعتبارها كبش الفداء القادم وهو على استعداد للتضحية بحكومة روحانى وهو ما يبدو ضرورة حتمية لتثبيت أوضاع النظام التى اهتزت أخيراً، خاصة أن خامنئى لا ينسى أن حسن روحانى هو أول من تساءل عن شرعية المرشد الأعلى الذى يتولى منصب ولى الفقيه بتوصية من مؤسس النظام آية الله الخمينى، على حين ينبغى أن تحدد إرادة الشعب الإيرانى عبر الانتخابات الحرة الشرعية السياسية للزعيم الدينى، وكانت نتيجة تصريحات روحانى إعلانا واضحا من المرشد الأعلى على خامنئى بأن روحانى يُصر على قسمة البلاد إلى خصوم ومؤيدين ويكرر الخطأ نفسه الذى وقع عام 1980 في زمن الرئيس بني صدر، بما شكل تحذيراً واضحاً لحسن روحانى بأنه يمكن أن يلقى مصيراً مماثلاً لمصير الرئيس الأسبق أبو الحسن بنى صدر، عندما تساءل عن شرعية الإمام خامنئى وكان جزاؤه النفى خارج البلاد..، والواضح أن المرشد الأعلى على خامنئى كان واضحاً وصريحاً فى انتقاده حسن روحانى وتحميله مسئولية الأخفاق الاقتصادى، وتقديم تنازلات ضخمة للأمريكيين فى الاتفاق النووى الأخير، ومن المؤكد أن المرشد الأعلى أعطى الضوء الأخضر للمتشددين للبدء فى العمل ضد روحانى ككبش فداء لنظام الملالى، وهم يحملونه الآن مسئولية الفشل الاقتصادى ،ويحملونه مسئولية فشل الاتفاق النووى الذى إنسحب منه الرئيس الأمريكى ترامب، ويعارضون أى لقاء محتمل مع الأمريكيين على حل وسط جديد، ويرفضون اجتماع الرئيس حسن روحانى مع الرئيس الأمريكى ترامب، ويتعجلون إسقاط حسن روحانى رغم سياسات المهادنة التى يتبعها روحانى الآن مع المرشد الأعلى خامنئى أملاً فى أن تُخفف حجم العداء بينهما.

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع خامنئى وروحانى صراع خامنئى وروحانى



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab