لماذا لم يخرجوا للتظاهر

لماذا لم يخرجوا للتظاهر؟

لماذا لم يخرجوا للتظاهر؟

 العرب اليوم -

لماذا لم يخرجوا للتظاهر

بقلم : مكرم محمد أحمد

لست مع هؤلاء الذين يرون أن الناس لم تخرج للتظاهر احتجاجاً على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التى أكدت وجود جزيرتى صنافير وتيران داخل حدود السعودية ، لأن الرعب ملأ قلوبهم خوفاً من سلطة متربصة يمكن أن تأخذهم إلى ما وراء الشمس ليعيشوا شهوراً قد تمتد إلى أعوام، هذا إفك وكذب عظيم لأن عصر تغييب الناس إلى ما وراء الشمس قد انتهى ولن يعود ، وغاية ما تستطيعه الحكومة الأن أن تأخذ المتظاهرين المخالفين إلى النائب العام ، وقد كان عدد الذين مثلوا فى تظاهرات الجمعة الماضية أمام النائب العام 60 شخصاً من كل أنحاء الجمهورية أفرج النائب العام فى اليوم الأول عن عشرة منهم.

وأغلب الظن أن الناس لم تخرج للتظاهر لأن الدوافع داخلهم لم تكن قوية بالقدر الذى يحثهم على الخروج رغم الوجود الأمنى الكثيف كما فعلوا فى 25 يناير ، ولأن للمصريين تجارب عديدة مع الذين دعوا هذه المرة إلى التظاهر سواء من جماعة الإخوان أو أنصار صباحى أو زمرة 6 ابريل تجعلهم أقل ثقة فى هؤلاء وأكثر فهماً لأغراضهم السياسية ، ولأن نسبة غير قليلة من المصريين لا ترى مسوغاً للعداء مع السعودية إن ثبت أن ادعاءاتها صحيحة بينهم السلفيون وقوى أخرى عديدة تعتقد أن المستفيد الوحيد من هز استقرار مصر فى هذه الظروف الصعبة هم داعش وجماعة الإخوان وزمرة الفوضويين الذين يريدون الهدم من أجل الهدم والتخريب من أجل التخريب ولا يعرفون البناء ، فضلاً عن تيار العقلاء الذى يرى أن عملية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية تخضع لضوابط القانون الدولى وقواعد قانون البحار التى يتم تطبيقها فى كل نزاعات الحدود البحرية فى العالم أجمع ، وهى قواعد كاشفة لا مجال للتهرب من مسئولياتها إن كنت تريد أمناً وسلاماً مع جيرانك ، أما القول بأن ترسيم الحدود هو الذى أدخل صنافير وتيران فى حوزة السعودية فهو بهتان عظيم لأن ترسيم الحدود لا ينشيء وضعاً جديداً بقدر ما يكشف عن وضع قائم أو قديم.

ولا أظن أن هذا القول يطعن أو يصادر على حق الخلاف على مصير الجزيرتين سواء بحكم وضع اليد لأن مصر تولت حماية الجزيرتين لأكثر من 65 عاماً كما يرى البعض أو بالتشكيك فى وثائق معلومة منذ عصر فاروق الأول والملك عبد العزيز إلى خطابات سعود الفيصل وعصمت عبد المجيد قبل 26 عاماً ، فخلاف الرأى حق لا مراء فيه ، لكن ما حدث فى البرلمان المصرى خلال مناقشة مشكلة تيران وصنافير أكد أن معرفة الحقيقة لم تكن هى هدف زمرة المعارضة التى أصرت على الزيطة والزمبليطة واتهامات التخوين والعمالة والصراخ والنباح وحصار المنصة والتشابك بالأيدى كى تتوه الحقيقة فى غمار هذه الفوضى .. ومع الأسف فوت هؤلاء على أنفسهم فرصة تأكيد حق الخلاف ، وفوتوا على المصريين فرصة معرفة أبعاد القضية وأسباب الإختلاف وكشفوا أن تهديداتهم بعودة مليونيات ميدان التحرير مجرد حلم كاذب لا يستند إلى أى أساس.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لم يخرجوا للتظاهر لماذا لم يخرجوا للتظاهر



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab