بقلم : مكرم محمد أحمد
إياك أن تبتئس أو تتشاءم، لأن كميناً للإرهاب نجح فى أن يطول «قولا أمينا» خرج للقائه وتكبد القول خسائر جسيمة، فهكذا الحرب على الإرهاب يمكن أن تخسر معركة لقصور يسهل تدارك أسبابه لكن العبرة تكون دائماً بالخواتيم كما يقولون، نعم من حقنا أن نحزن لأن شهداءنا هم أعز الرجال وقد استشهدوا وهم يحتضنون أسلحتهم الى صدورهم صامدين فى المعركة، ومن المؤكد أن الابتئاس والتشاؤم يبخسان حق شهدائنا الأبطال، واظن أن من صميم حقنا أن نفتش عن أسباب القصور إن كان قد حدث قصور حتى نتعلم من تجاربنا، ونكون أكثر تفوقاً فى المرات المقبلة، لكن ليس من حقنا أن نبتئس أو نتشاءم لأن الحرب على الإرهاب تشهد بالضرورة مداً وجذراً، ولأن واجبنا كمواطنين صالحين أن نساند الدولة المصرية فى حربها على الإرهاب،نشد أزر قواتها المسلحة وأمننا الوطنى لأن ذلك يزيد من قدرتنا على تحقيق النصر .
وأظن أننا نعرف منذ البداية أن مصر مستهدفة لذاتها لأنها حجر الزاوية فى أمن الشرق الأوسط ولأن نظام حكمها الشجاع الذى وقف إلى جوار الشعب المصرى فى 30 يونيو أسقط حكم المرشد والجماعة فى واحد من أهم أيام مصر التاريخية، يكاد يتساوى فى قيمته مع عيد العبور العظيم، لأنه قضى على بذرة التخلف والاستبداد، وأنهى حكم الجماعة التكفيرية التى خرجت كل ألوان العنف من تحت معطفها كما يجمع كل المؤرخين، لكنها نجحت فى خداع العالم بكامله وإقناعه بأنها جماعة معتدلة إلى أن تكشفت أهدافها الحقيقية فى الاستيلاء على الحكم فى أحداث ثورة يناير، وتمكنت من إقصاء شباب الثورة وتدبير انقلابها الشامل الذى أطاح بمؤسسات القضاء والإعلام والشرطة وحاولت ركوب القوات المسلحة لكنها فشلت فشلاً ذريعاً .
وبالطبع تصاعدت وتيرة عمليات الإرهاب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بعد عدة شهور تستهدف بالأساس قوات الجيش والشرطة، ولا غرابة المرة فى أن يحاول الإرهاب تحقيق نجاح آخر بعد معارك العريش والشيخ زويد قبل سبعة أيام لأن الرئيس عبدالفتاح السيسى يشكل فى حد ذاته واحداً من أهم أهداف هذه المعركة إن لم يكن هدفها الأول، يتهمونه بأنه هو الذى أسقط حكم الجماعة والمرشد و يجرى تصوير الأمر وكأنه كان مجرد «أنقلاب عسكرى» رغم خروج أكثر من 30 مليون مصرى فى حدث تاريخى لم يشهد له العالم مثيلاً إلى جميع شوارع المدن المصرية يطالبون بسقوط حكم المرشد والجماعة، وما لا يعرفه هؤلاء أنه كلما تصاعدت عمليات الإرهاب ازداد المصريون تمسكاً بإعادة انتخاب الرئيس السيسى لأنه يمثل من وجهة نظر أغلبية المصريين البطل المخلص الذى أزاح عن المصريين حكم المرشد والجماعة، ومن أجله يتحمل المصريون كل مصاعب عملية الإصلاح الاقتصادى ثقة فى أمانته وشجاعته، ولأنه الوحيد القادر على مواجهة الشعب المصرى بمشكلاته الحقيقية، لا يدارى ولا يكذب ولا يقول سوى الحقيقة، ويسلك نهجاً جديداً لا يقوم على نفاق الشارع السياسى، بل يحمله مسئولية المشاركة الجادة فى عملية الإصلاح الذى أثمر بالفعل نتائج مبشرة يلمسها الجميع يؤكدها العالم كله، وتظهر واضحة دون لبس فى هذه الإنجازات الضخمة التى لا ينكرها سوى مكابر ولهذه الأسباب يزداد الشعب المصرى تمسكاً بالسيسى رغم تصاعد جرائم الإرهاب ورغم تصاعد الغلاء، لأن المصريين يعرفون أن السيسى هو الوحيد الذى يقدر على الحل الناجع لكل هذه المشكلات، وليس صحيحاً بالمرة أنه مرشح الضرورة لأنه الأقدر على اقتلاع جذور الإرهاب من الأرض المصرية وسوف ينجح فى اقتلاعها ولأنه الأقدر على مواجهة أعباء الإصلاح الاقتصادى بعد طول مماطلة ونفاق .
إن حادث الكيلو 135 على طريق الواحات ينبغى ألا يكون نهاية العالم نصنع منه مأساة تستحق البكاء، وأيا كانت الأخطاء التى وقعت فجميعها يمكن إصلاحه إلا الخيانة ولا أعتقد انه كانت هناك خيانة، نعم حدث تزييف لأخبار وأشرطة دست على البعض، وحدث تأخير فى إصدار البيانات التى تسد حاجة الناس إلى المعرفة، لكن ذلك لا يعنى نهاية العالم لأن الحرب على الإرهاب مستمرة وسوف تزداد بأساً وشدة لكن الإرهاب سوف ينهزم على صخرة مصر كما هزمناه أول مرة ، من فضلك لا تبتئس لان مصر قادرة على دحر الإرهاب وسوف تدحره .