بقلم : مكرم محمد أحمد
ثمة مخاوف حقيقية من ان تنتهى المناظرة الثانية بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، الجمهورى ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون إلى فاجعة انتخابية واخلاقية تهبط بحملة الانتخابات الرئاسية إلى الدرك الاسفل، خاصة ان ترامب يخوض المناظرة التى تجرى الأحد المقبل كذئب جريح بعد اسبوع عصيب وسع الفارق بينه وبين هيلارى إلى حدود 5% لمصلحة هيلارى فى معظم الولايات، وتعرض فيه ترامب لموجة مفاجئة عنيفة داخل الحزب الجمهورى يقودها اكثر من 25 من رموز الجمهوريين فى مجلسى الشيوخ والنواب،يطالبونه بالتنحى والخروج من المعركة لأن استمراره فى الترشح سوف يؤدى إلى خسارة الجمهوريين لمجلسى الشيوخ والنواب إضافة إلى منصب الرئيس، او التنازل لنائبه مايك بنيس كى يترشح بدلا منه رئيسا للولايات المتحدة لان بنيس لايزال يحظى بدرجة عالية من المصداقية، ثم جاءت الضربة القاصمة لترامب عندما اذاعت صحيفة الواشنطن بوست شريط فيديو غاية فى البذاءة عن جرأته فى اقحام نفسه على النساء، لقى أعتراض واستنكار أغلب نساء امريكا بما فى ذلك زوجته التى رفضت تصريحاته على نحو مطلق على امل ان تقبل النساء اعتذار زوجها!..،ويبدو ان ترامب يخطط لابتزاز المرشحة هيلارى فى المناظرة عبر زوجها الرئيس السابق بل كلينتون الذى وصفه ترامب علنا بأنه اكبر مغتصب للنساء فى الولايات المتحدة!، ولو ان ترامب استمر فى مخططه فأغلب الظن انه سوف يدمر نفسه ويدمر الحملة الانتخابية لانه لايمتثل لنصائح مستشاريه ويعتقد انه لو ترك على سجيته فى المناظرة فسوف يكتسح كلينتون!.
ويبدو الديمقراطيون قبل شهر من يوم المعركة واثقين فى الحصول على منصب الرئيس واغلبية مريحة فى مجلس الشيوخ مع تفوق ملحوظ فى مجلس النواب،لكن ترامب يقاوم بضراوة جهود الجمهوريين لاجباره على التنازل، مقدما نفسه لجمهور الناخبين مدافعا عن الطبقة العاملة فى الوقت الذى تتهمه فيه كلينتون بأنه يتهرب من دفع حقوق العاملين معه،غير ان التطور الاخطر هذا الاسبوع يتمثل فى اتهام واشنطن الرسمى للروس بمحاولة التأثير على مواقف الناخبين الامريكيين واختراق البريدالالكترونى للحزبين الديمقراطى والجمهورى فضلا عن بريد هيلارى عندما كانت وزيرة للخارجية وان كان الرئيس الروسى بوتين نفى تماما هذه الاتهامات، بما جعل معظم الامريكيين يعتقدون ان الانتخابات الرئاسية التى تجرى فى نوفمبر المقبل هى الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.