بقلم : مكرم محمد أحمد
أود ان أوجه تحية خاصة لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى على شجاعته الفائقة فى الدفاع عن حقوق مصر الوطنية إزاء بعض أشقائها العرب،
ورفضه التساهل فى أى تصرفات تصدر من أى جهة إقليمية أو دولية تمس كرامة هذا الوطن الذى دفع الكثير دفاعا عن أمن امته العربية!، وحسنا أن الوزير سامح شكرى يعتصم بوطنيته فى مواجهة ضغوط خارجية قوية تود ان تراه كبش الفداء فى قضية تصحيح مسار العلاقات العربية المصرية رغم أن سياسات سامح شكرى هى فى النهاية قبس من رؤية استراتيجية واسعة، تعتقد بضرورة استثمار الظروف الدولية الراهنة لتعزيز علاقات التضامن العربى على اسس من المنفعة المتبادلة وتكافؤ العلاقات وندية الالتزامات ورفع كل الشروط القسرية والمسبقة ونبذ سياسات الاذعان من قاموس العلاقات العربية العربية، لتحل بديلا لها آليات تشاور مستمرتملك قرون استشعار قوية تستطيع التنبؤ بالازمات قبل وقوعها وتحاول تجنبها وتمنع تراكم أثارها.
وهو باليقين من مدرسة الدبلوماسية المصرية، التى تؤمن بأهمية العمل العربى المشترك، وضرورة إعادة إحياء دور الجامعة العربية التى تشتد حاجة العرب إليها الأن لتعزيز قضايا التضامن فى ظروف دولية مضطربة، تلزم العرب الالتزام بحد أدنى من التضامن والاعتماد المتبادل حفاظا على مصالحهم العليا وصونا لأمنهم القومي،الذى يتهدده تدخلات الخارج على نحو سافر وتهديدات جماعات الارهاب، وانتهازية بعض الدول الاقليمية التى تتصور أن العرب يعانون الان فترة ضعف تتيح لهم التوغل فى الشأن العربى على حساب أمن الوطن ومصالحه.
كما ينتمى إلى مدرسة سياسية تؤمن بأهمية شفافية المواقف وضرورات المصارحة الكاملة والاعتماد المشترك على قواعد راسخة من التفهم المتبادل الواضح يعززها التشاور المستمر، بدلا من اللمز والغمز والرسائل الملغزة من تحت الماء وإتاحة الفرصة لوسطاء خارجيين غالبا ما يكون همهم الأول توسيع شقة الخلاف ان كان خلافا عربيا عربيا!، لكن الامر المؤكد انه من الذين يستمعون جيدا إلى نبض الشارع المصرى ويرون فى مساندته لمواقف مصر الرسمية قوة مضافة تعزز أهمية الدورالمصرى ومكانته..، وربما يكون من ميزاته ايضا انه شديد التفاؤل بمستقبل مصر شديد الإيمان بقدراتها وامكاناتها، يعتقد جازما ان مصر سوف تستعيد نفسها فى غضون سنوات محدودة، دولة ناهضة قوية تصحح الخلل الراهن فى موازين القوى العربية، وتضع الأمور فى نصابها الصحيح لأنه فى النهاية لا يصح سوى الصحيح.