بقلم : مكرم محمد أحمد
من عجائب انتخابات الرئاسة الامريكية أخيرا، ان تجد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون نفسها قبل أقل من أسبوعين علي موعد الذهاب إلي صناديق الانتخابات معلقة في الهواء يتقاذف مصيرها تغير اتجاهات الريح رغم صعود اسهمها في جميع استطلاعات الرأي العام الامريكي، التي اكدت تفوقها علي منافسها الجمهوري ترامب بنسبة تصل في المتوسط إلي حدود 7%، لان مدير الامن الفيدرالي جيمس كوني أعلن في رسالة مفاجئة وجهها إلي الكونجرس الامريكي انه مضطر إلي ان يفتح باب التحقيق مرة أخري في قضية تسرب البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون، لان التحقيقات في قضية جانبية آخري كشفت عن تسريب ما يزيدعلي الف برقية جديدة لم يتضح بعد علي وجه الدقة ماذا تحوي،لكنها تلزم الامن الفيدرالي إعادة فتح التحقيق في القضية الذي أغلق في يوليو الماضي بتوجيه مجرد اللوم إلي وزيرة الخارجية السابقة لعدم اكتراثها الشديد بأمن بريدها الالكتروني، دون توجيه اي اتهام جنائي يلزمها عدم ترشيح نفسها رئيسا للجمهورية..،وما يزيد من خطورة الموقف ان البرقيات الأخيرة ضبطت مسجلة علي الحاسب الالكتروني لانتوني واينر الزوج السابق لحوما عابدين اهم مساعدي كلينتون ومخزن اسرارها، والذي يجري التحقيق معه في قضية أخلاقية تكشف عن تحرشه المستمر بإحدي الشابات الصغيرة السن.
وقد أثار إعادة فتح باب التحقيق في القضية غضب المرشحة الديمقراطية هيلاري التي طالبت بسرعة الكشف عن الحقائق لان إعلان الامن الفيدرالي يشكل تدخلا مباشرا في مجري الانتخابات الرئاسية لايحتمل اي تأجيل، علي حين سارع منافسها الجمهوري ترامب إلي تأكيد ان القضية تحوي فضائح خطيرة أكبر كثيرا من فضيحة ووترجيت،وتكشف عن فساد غيرمسبوق للمرشحة الديمقراطية التي ينبغي ان تكون رهن التحقيق والحبس!.
ويبدو ان رسالة مدير الامن الفيدرالي احيت آمال الحزب الجمهوري في ان تفقد هيلاري ثقة الشعب الامريكي ،وينهار سريعا موقفها الانتخابي بينما يتهم الديمقراطيون مدير الامن الفيدرالي بالخضوع لابتزاز الجمهوريين الذين شنوا عليه حملة قاسية بعد إعلانه إغلاق ملف التحقيق في يوليو الماضي.
وفي حين أكدت المرشحة كلينتون ان الموقف لن يتغيير عما حدث في يونيو الماضي عندما تم اغلاق التحقيق في القضية، تؤكد كل التوقعات ان ذلك لن يمنع الرأي العام من تغيير موقفه من المرشحة الديمقراطية خاصة ان نسبة كبيرة من الامريكيين لا تثق كثيرا في أمانة كلينتون.