بقلم : مكرم محمد أحمد
لم يتحقق حلم هيلارى كلينتون فى أن تكون أول امرأة تحكم الولايات المتحدة، وتجلس على مقعد الرئيس فى المكتب البيضاوى الذى يعتقد كثيرون من الأمريكيين أنه منصب ذكورى بالضرورة، لان اهم واجبات الرئيس الأمريكي، أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة المنوط وحده بقرار الحرب، فى عالم مضطرب مدججة اسنانه باسلحة الدمار الشامل!، فضلا عن أن أمريكيين كثيرين لايستوعبون أن تخلف امرأة رئيسا أسود فى البيت الابيض!.
وأيا كان ما حدث فواقع الحال فى عالمنا الراهن يقول إن هناك 70 أمرأة تقلدن منصب رئيس الجمهورية أو منصب رئيس الوزراء، وان الأولى فى تاريخ العالم الحديث كانت باندرانيكيه رئيسة سيرلانكا التى تولت الحكم بعد اغتيال زوجها عام 1960 قبل نصف قرن، وتمكنت من تنصيب ابنتها شاندريكا حتى عام 1994، وتبعها بخمسة أعوام أنديرا غاندى رئيسة وزراء الهند التى حكمت ثلاث فترات إلى أن اغتالها حارسها الخاص عام 1984..، ومنذ هذا التاريخ شاركت 70أمراة فى حكم العالم على رأسهن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا، وأكثر النساء المتنفذات شهرة وقوة فى عصرنا الحديث مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة، المرأة الحديدية التى رأست حزب المحافظين وقادت الحرب ضد الارجنتين عام 1982 ونجحت فى استعادة جزر فوكلاند، وأشهرهن فى افريقيا آيلين جونسون رئيسة ليبيريا التى حصلت على جائرة نوبل للسلام عام 2011 لدورها فى إنهاء الحرب الاهلية، وبعض هؤلاء السيدات حكمن خلفا لحكم والدهن أو أزواجهن الذين كانوا حكاما أقوياء مثل جواهر لال نهرو، وذو الفقار على بوتو والد بنازير بوتو التى تولت حكم باكستان، اما مرجريبت ثاتشر الاقوى والاكثر تأثيرا فكان والدها صاحب بقالة!.
والمثير أن بعض الدراسات السياسية تؤكد ان النساء أصلح من الرجال للحكم، لأنهن الأقدر على رعاية قضايا الصحة والرخاء،وأن المطلوب من الرئيسة أن تكون محبوبة ومهابة فى الوقت نفسه، وان كان الجميع يتوقع ان يؤدى سقوط هيلارى إلى تبديد حلم دخول امرأة البيت الأبيض على الاقل لعقد قادم!.
وفى مصر حكمت النساء على امتداد عهودها المختلفة، وكانت الأولى حتشبسوت التى وصل أسطولها البحرى التجارى إلى منطقة القرن الإفريقى، ثم كليوباترا بسطوتها الواسعة خلال عقود الإمبراطورية الرومانية، وشجرة الدر فى العهد الاسلامى، وإن كان تاريخ السياسة المصرية لم يخل من أسماء سيدات قويات مارسن سلطتهن السياسية من وراء ستار.