الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش»

الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش»

الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش»

 العرب اليوم -

الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش»

بقلم ـ مكرم محمد أحمد

كما بدأت الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكى «ترامب» والكورى الشمالى «كيم جونج اون» على نحو مسرحى وتبادل الرئيسان التهديدات بالتدمير الشامل، انتهت الحرب الكلامية بفاشوش كبير على نحو مسرحى متزامن،عندما ذهب الرئيس الكورى إلى وحدة الصواريخ فى القوات الكورية ليتفقد جاهزيتها لإطلاق أربعة صواريخ تنطلق من القاعدة وتعبر فوق جزر اليابان لتسقط على مسافة 30 ميلاً من ساحل القاعدة الأمريكية فى جزيرة «جوام» أكبر قاعة أمريكية خارج الولايات المتحدة ، تأكيداً على قدرة صواريخ كوريا الشمالية على أن تضرب أهدافاً أمريكية فوق الأرض الأمريكية..، اطمأن الرئيس كيم وهو يقف إلى جوار صورة ضخمة بالأقمار الصناعية للقاعدة الامريكية «جوام» معلقة فى مركز عمليات الوحدة الصاروخية الكورية على أن صواريخه الأربعة جاهزة للإطلاق، وامتدح قيادات الوحدة لانها أحسنت التخطيط والتجهيز، ثم استدار إلى معاونيه ليعلن أنه سوف يعطى الأمريكيين فرصة ثانية، وسوف يراقبهم عن كثب كى يعرفوا أن كوريا الشمالية يمكن كما أعلنت سابقا أن تتخذ قرارات مهمة، لكنه يرغب فى أن ينصح الولايات المتحدة بأن تحسب جيدا حجم الخسائر وحجم المكاسب قبل أن تطلق تهديداتها!

قبلها بساعات محدودة كان رئيس أركان حرب القوات الأمريكية الجنرال جوزيف وينفورد فى سيول عاصمة كوريا الجنوبية لمباحثات مع رئيس كوريا الجنوبية، أعلن الجنرال الامريكى بعدها أن القوات الأمريكية جاهزة لاستخدام كامل قدرتها وقوتها العسكرية للتعامل مع كوريا الشمالية ، لكننا نركز الأن على العمل الدبلوماسى وتنفيذ عقوبات مجلس الأمن التى تمنع كوريا الشمالية من تصدير الفحم والحديد إلى الخارج وتكلفها ما يقرب من المليار دولار فى العام نقصاً فى مواردها المالية الشحيحة، وأن هدف العمل العسكرى فى هذه المرحلة دعم الجهود الدبلوماسية وتأكيد جدوى العقوبات الاقتصادية وليس الحرب، ونحن الآن فى العاصمة سيول للتركيز على الحل السلمى!

بهذا الفاصل المسرحى المفاجئ على الجانبين، انتهت الحرب الكلامية إلى فاشوش، وتراجعت التهديدات المتبادلة بالتدمير الشامل، وإن بقى فى دائرة الغموض هذا السؤال المهم، ماذا يمكن أن يكون رد فعل الولايات المتحدة إذا أطلقت كوريا الشمالية صواريخها الأربعة ووصلت بالفعل الى مسافة 30 ميلاً من ساحل جزيزة «جوام» دون أن تسقط على أرض الجزيرة؟!، هنا يرفض وزير الدفاع الأمريكى «جيمس ماتس» الإفصاح عن ردود أفعال واشنطن المحتملة مفضلا الإبقاء على حالة الغموض بدعوى أنه ليس على استعداد لأن تعرف كوريا الشمالية ردود أفعال واشنطن المحتملة!

وإذا صح أن ما منع الحرب الكلامية من أن تصبح حربا نووية هو الرادع النووى الذى يخلق حالة من توازن الرعب لدى الطرفين تمنع الحرب بعد أن ثبت للأمريكيين أن كوريا الشمالية تمتلك الآن قدرة صاروخية يمكن أن تحمل قنبلة نووية إلى أى من المدن الأمريكية، فإن الصحيح بالفعل أن موافقة الصين وروسيا على عقاب كوريا الشمالية تحت مظلة مجلس الأمن ومنعها من تصدير الفحم والحديد إلى الخارج هو العامل الحاسم فى ترشيد ردود أفعال الرئيس الكورى، بما يؤكد أن ضغوط التسوية السلمية يمكن أن تكون أكثر فاعلية وتأثيرا من صيحات «الغضب والنار» التى أطلقها الرئيس ترامب ومن تهديدات الرئيس الكورى بتدمير الإمبراطورية الأمريكية !.

arabstoday

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 03:34 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أطماع التهجير

GMT 02:50 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

هل يهوى ترمب جمع الوثائق السرية؟

GMT 09:00 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

هل يعتذر الرئيس؟!

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بايدن وإيران بعد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش» الحرب الكلامية تنتهى إلى «فاشوش»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab