بقلم : مكرم محمد أحمد
انهار وقف إطلاق النار فى سوريا، وانتهت آمال البشرية فى انهاء الحرب الاهلية السورية ووقف هذه الكارثة الانسانية البشعة التى مزقت الدولة والشعب السوري، وبينما يتبادل الروس والامريكيون الانتقادات والاتهامات،يدفع الشعب السورى المزيد من التضحيات والخراب لمصلحة منظمات الارهاب (داعش والقاعدة) الطرف المنتصر الوحيد!. وسط هذه المأساة العربية الدامية ارتفع صوت الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى قاعات الامم المتحدة وكواليسها واضحا شجاعا، يطالب القوى الكبرى بان ترفع يدها عن الشعب السوري،ويطلب من كل الأطراف الاقليمية والدولية الكف عن امداد الجماعات المتطرفة بالسلاح، ويرفض فى وضوح قاطع وجود أى منظمات ارهابية مسلحة على الارض السورية حملت اسم جبهة النصرة او أعطت نفسها اسما بديلا يصعب ان يخفى هويتها ولا يستطيع ان يخدع احدا!.
وتنطلق مصر من موقف عربى صحيح يحاول استعادة الحد الادنى من التضامن العربي، ويطالب بالوقف الفورى للحرب الاهلية السورية وانقاذ الشعب والدولة السورية من كارثة محققة يصعب أن يتحمل مسئوليتها الضمير العربى عقودا طويلة مقبلة، لان ضياع سوريا يعنى ضياع الشرق الاوسط بكامله، ولان انتصار الجماعات المتطرفة على الأرض السورية هو الخراب المستعجل للامة العربية بكاملها، لا فارق بين السعودية ومصر والجزائر والاردن فالجميع مستهدف!.
وما من مخرج صحيح سوى ان تتوافق مصر والسعودية على موقف واحد من الأزمة السورية، يوحد الجهد العربى من اجل انقاذ الشعب والدولة السورية، ويرفض دعم المنظمات المتطرفة وإمدادها بالسلاح وأولاها جبهة النصرة، ويطالب القوى الكبرى برفع يديها عن الشعب الصورى وتعزيز إرادته المستقلة، ويترك مصير بشار الاسد لشعبه فى انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة تنهى حكم اسرة الاسد بعد 42عاما من الشقاق والتمزق والمعارك الخاسرة، لانه مهما يكن حجم الخلاف مع بشار الأسد او اسرته فان جبهة النصرة لا تصلح ان تكون بديلا صحيحا، لان وجودها على رأس الحكم او طرفا حاكما فيه يعنى ببساطة استمرار الحرب الاهلية السورية، وأظن ان تعاون مصر والسعودية يمكن ان يفتح طريقا واسعا لإنهاء الحرب السورية، ويمكن ان يفتح طريقا جديدا لمصالحة عربية فارسية تنقذ المسلمين، شيعة سنة، من حرب طائفية كبري، وتقلص فرص التدخل الخارجى الذى يسعى إلى توسيع هذا الشقاق لتصبح فتنة كبرى تدمر العالمين العربى والاسلامى!.