الهند وإسرائيل فى عالم متغير

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

 العرب اليوم -

الهند وإسرائيل فى عالم متغير

بقلم : مكرم محمد أحمد

الرواية لصحيفة الفاينانشيال تايمز:
عام 1947 طالب العالم الرياضى ألبرت أنشتين وكان داعية كبيراً للصهيونية العالمية من جواهرلال نهرو أول رئيس وزراء للهند بعد الإستقلال، أن يدعم الاعتراف بإسرائيل ككيان دولى على أرض فلسطين، وكان رد نهرو أن فلسطين أرض عربية وينبغى أن تبقى عربية..، وفى ستينيات القرن الماضى توثقت عرى الصداقة بين نهرو وجمال عبد الناصر قطبى تكتل الدول غير المنحازة، وتصدرت الهند حق الدفاع عن حق تقرير المصير للفلسطينيين فى آسيا وأفريقيا وبلغ التعاون بين مصر والهند أشده فى مشروع بناء طائرة مقاتلة نفاثة «هـ3» وعدد من المشروعات الدفاعية الأخرى ، ومع الأسف تقطعت أنفاس مصر سريعاً بينما واصلت الهند مسيرتها لتصبح دولة صناعية كبرى تصنع الطائرات والمحطات النووية وقاطرات السكك الحديدية وتفجر قنبلة نووية!

والآن وبعد 70 عاماً من خطاب أينشتين لجواهرلال نهرو ، تغيرت أحوال الهند وتغيرت سياستها فى الشرق الأوسط فى نقلة بالغة الأهمية جعلت من الهند أكبر ديمقراطيات العالم عدداً واحدة من أكبر أصدقاء إسرائيل ، يرتفع تعاونهما فى مجال التسليح فقط إلى بلايين الدولارات ، ولأول مرة فى التاريخ يزور إسرائيل الأسبوع الماضى رئيس وزراء الهند نارندرا مودى ليتوج فاصلاً جديداً فى علاقات البلدين حيث وقع البلدان مذكرات تفاهم وتعاون هو الأول من نوعه فى مجال الفضاء إضافة إلى صفقة تسليح ضخمة قيمتها 2 مليار دولار هى الأكبر فى تاريخ صناعات إسرائيل الحربية ركزت على تكنولوجيات الحرب الحديثة بأسلحتها الذكية تشمل منظومات صواريخ وطائرات بدون طيار إضافة إلى حجم هائل من التعاون فى مجال تحديث الزراعة والرى بالتنقيط الذى تستخدمه الهند فى تطوير زراعات عدد من ولاياتها التى تعانى الجفاف.

وإذا كانت مصالح الهند مع إسرائيل تخلص فى تحديث قدرتها العسكرية فى ظل استمرار الصراع بين الهند وباكستان ، فضلاً عن أن إسرائيل تشكل أحد المداخل المهمة لتوثيق علاقات الهند مع الولايات المتحدة بعد أن تغيرت اتجاهات الريح وأصبح تحالف الهند مع الغرب والولايات المتحدة بديلاً لتحالفها القديم مع الاتحاد السوفيتى، فليس هناك ما يدعو إلى البكاء على اللبن المسكوب أو البحث عن ذرائع واهية تبرر انتقال سياسات الهند من النقيض إلى النقيض فى عالم تتغير فيه علاقات الدول وفق توجهات مصالحها، وما من شك فى أن العداء التاريخى بين الهند وباكستان كان المدخل الأهم لتوثيق علاقاتها مع إسرائيل عندما تمت أول صفقة سلاح بين البلدين عام 1972، صحيح أن نجاح رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودى وصعود الهندوسية بعدائها التاريخى للإسلام لتصبح الجزء الأهم من الهوية الهندية عزز علاقات إسرائيل مع الهند ، لكن جوهر القضية يبقى معلقاً على طبيعة المصالح التى ربطت بين الهند وباكستان فى عالم متغير زادت فيه فرص الاستقطاب الدولى ، وضعفت روابط الأيديولوجية بعد سقوط حائط برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي. وما حدث بين الهند وإسرائيل حدث بصورة أخرى بين إسرائيل والعالم العربى عقب حرب أكتوبر التى أكدت للجانبين العربى والإسرائيلى أن الحرب لن تكون أبداً العامل الحاسم فى تقرير مصير الصراع العربى الإسرائيلى ، ولا بديل فى النهاية عن سلام متوازن يحقق لإسرائيل أمنها المفتقد ويمكن الفلسطينيين من دولة مستقلة ويعيد الاستقرار إلى الشرق الأوسط. وفى إطار هذه الرؤية الجديدة لا تزال الهند تحافظ على نمط عضويتها فى الأمم المتحدة رغم علاقاتها القوية مع إسرائيل وتقف إلى جوار السلام العادل وتصوت لمصلحة دولة فلسطينية ، مستقلة لكن ذلك لا يشبع نهم إسرائيل التى تواصل ضغوطها على الهند.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهند وإسرائيل فى عالم متغير الهند وإسرائيل فى عالم متغير



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab