بقلم : مكرم محمد أحمد
يبدو ان الهدنة السورية التى تمت من خلال اتفاق امريكى روسى ويتعثر تنفيذها على كافة الجبهات، تتعرض لانهيار خطير بعد ان قصفت اربع طائرات امريكية طابورا للقوات المسلحة السورية فى منطقة دير الزور تسببت فى مقتل 72جنديا سوريا وتدمير 6عربات مصفحة..، وبرغم اعتراف واشنطن بان ضربة دير الزور تمت بطريق الخطأ، وانها ابدت اسفها للجانب الروسى لسقوط الجنود السوريين!، تتهم روسيا الولايات المتحدة فى جلسة طارئة عقدها مجلس الامن أمس بانها تعمدت قصف طابور الجيش السورى لافشال اتفاق الهدنة السورية، ولايعرف بعد على وجه التحديد مصيراتفاق الهدنة رغم اعلان واشنطن ان الهدنة خففت من حوادث العنف ولاتزال متماسكة مع حدوث بعض الخروقات، ومن الضرورى الحفاظ عليها!.
وكما يطالب الامريكيون الروس بتنفيذ التزامهم واقناع الرئيس بشار الاسد بالكف عن تعطيل قوافل الاغاثة التى تقف على الحدود السورية التركية عند بداية طريق الكاستيللو تنتظر موافقة الحكومة السورية، تتهم موسكو واشنطن بانها لم تنجح فى الفصل بين قوات المعارضة السورية وقوات جبهة النصرة، وأن الخرائط الاخيرة التى قدمها الجانب الامريكى للروس تؤكد استمرار التعاون بين هذه القوات!.
والواضح حتى الآن ان الحكومة السورية حريصة على تنفيذ الاتفاق خاصة بعد ان سحبت قواتها وآلياتها الثقيلة من طريق الكاستيللو الذى يربط بين الحدود التركية وحلب ويشكل طريق الامدادات الرئيسية إلى داخل سوريا، وبعد ان سلم الجيش السورى نقاط التفتيش على طريق الكاستيللو إلى الهلال الاحمر، بينما لاتزال علميات الفصل بين قوات جبهة النصرة وقوات المعارضة السورية تتعثر بسبب بعض جماعات المعارضة السورية التى تتعاون مع جبهة النصرة لافشال اتفاق الهدنة!، وما من شك ان افشال اتفاق الهدنة سوف يأخذ سوريا إلى منعطف خطير يمكن أن يؤدى إلى تقسيم البلاد واستمرار الحرب الاهلية وإحياء آمال الجماعات المتطرفة فى ان تعاود السيطرة على مافقدته من المناطق فى سوريا..، وما من شك ايضا فى ان تعريض وحدة الدولة والتراب السورى لخطر التقسيم، يمكن ان يفتح ابواب جهنم على منطقة الشرق الاوسط، ويزيد من عوامل عدم الاستقرار وغياب الامن وسيطرة الفوضي..، ولهذه الاسباب تحرص مصر على المطالبة بضرورة إنهاء الحرب الاهلية دون تلكؤ، والزام كافة الاطراف التوقف عن تسليح الجماعات المتطرفة، وانهاء المأساة الدامية للشعب السورى الذى عانى الكثير على امتداد السنوات الخمس الاخيرة تحت اسم الربيع العربى الزائف!.