بقلم : مكرم محمد أحمد
سوف يجد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب نفسه مضطرا إلى أن يعيد النظر فى بعض سياساته اليمينية ليوسع قاعدة قبوله فى المجتمع الامريكى خارج نطاق جمهوره الأبيض أصحاب الياقات الزرقاء والبيضاء، بعد التظاهرات الواسعة التى اندلعت فى معظم المدن الامريكية، ويتشكل قوامها الأغلب من الليبراليين من الشباب الامريكي، وأعداد هائلة من المهاجرين غير الشرعيين من أصول إسبانية ولا يحملون وثائق هجرة لكنهم يعيشون فى الولايات المتحدة منذ عشرات السنين يعولون اسرا ولد أبناؤها وبناتها فى امريكا، ويعانون هاجس الترحيل إلى المكسيك فى أى لحظة!.
وربما يجد الرئيس الجمهورى نفسه مضطرا لقبول بعض بنود برنامج الرئيس أوباما فى الرعاية الصحية للتخفيف من حدة المعارضين، وربما يؤجل خطط فرض تعريفة جمركية على واردات الصين توازى نسبة الخفض فى العملة الصينية!، لكن الامر الذى لاشك فيه ان ترامب سوف يلتزم بجدية الحرب على تنظيمات الإرهاب ابتداء من داعش دون معايير مزدوجة، وسوف يكون أكثر جدية فى إنهاء الحرب الاهلية السورية، والتوافق مع الروس على حل وسط يضمن رحيل جبهة النصرة ويقلل المساعدات العسكرية لجماعات المعارضة السورية المسلحة التى ترفض التسوية السلمية.
وأظن أن ترامب لن يقبل هنا بأنصاف الحلول وازدواجية المعايير التى كان يتبعها أوباما والتعايش مع ثقافات متطرفة تساعد على تشجيع العنف، أوالتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين ومحاولة استخدامها من جديد..، وأغلب الظن أن تنشط إدارته خلال المائة يوم الاولى من فترة حكمه لاستصدار تشريع جديد يعتبر جماعة الاخوان المسلمين منظمة إرهابية، ولهذا السبب تؤثر الجماعة الكمون فى المرحلة المقبلة أملا فى ألا يستهدفها ترامب، كما أنه يعتزم طرد ما بين 2 و3 ملايين مهاجر مكسيكى لا يحملون وثائق هجرة وتنطوى سجلاتهم على جرائم جنائية مثل تهريب المخدرات والانضمام إلى تشكيلات عصابية.
ويشتد الجدل داخل الدائرة الأقرب من الرئيس الجمهورى حول قضية الجدار العازل الذى يعتزم بناءه على حدود الولايات المتحدة والمكسيك، والذى يمكن أن يبدأ تنفيذه بالفعل فى أسرع وقت استجابة لمطالب جمهوره الأبيض، والاكثر توقعا أن يصدر ترامب قرارا لكبار معاونيه العسكريين للتقدم بخطة عسكرية خلال 30يوما لهزيمة داعش واجتثاثها من جذورها يمكن أن يناقشها الكونجرس، وهذا ما يعتبره الكثيرون الجزء الأهم من مهمته وبرنامجه الرئاسي.