لماذا تدعم مصر الحريرى

لماذا تدعم مصر الحريرى؟ !

لماذا تدعم مصر الحريرى؟ !

 العرب اليوم -

لماذا تدعم مصر الحريرى

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا تستطيع مصر ان تشك او تتشكك فى رواية رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى التى أعلنها من شاشة تليفزيون المستقبل الذى يملكه، والتى رواها فى منزله فى الرياض بعد إعلان استقالته، ولا نستطيع ان نشك أو نتشكك عندما يؤكد فى روايته أنه استقال بمحض إرادته ولم يمل أحد عليه استقالته، وأن هدفه الأول من إعلان الاستقالة إحداث صدمة كبيرة تجعل الجميع يفيقون إلى أن حزب الله أصبح دولة فوق الدولة، يستحق تقليم أظفاره حتى يعود حزبا شيعيا وطنيا يخدم مصالح لبنان أولا وليس مجرد أداة فى يد طهران، وقد تواصلت مع رئيس الوزراء اللبنانى وسجلت له حديثا مهما فى منزله بلبنان نشرته فى مجلة «المصور» أحسست منه أنه يطمأن لمصر كثيرا ويرى أنها لا تزال واحداً من الصمامات المهمة لأمن لبنان، يثق فى رغبتها الشديدة فى الحفاظ على أمن لبنان وأمن اللبنانيين بمختلف طوائفهم، ويثق فى حرصها على وحدة الدولة والأرض اللبنانية، ولا يزال اللبنانيون على حبهم القديم لعبد الناصر لأنه كان يشكل ظهيرا وسندا للبنان، ولأنه ملك شجاعة عاقلة مدروسة جعلته يعتقد أن من الضرورى التأنى فى أن تكون لبنان طرفا أساسيا فى الصراع العربى الإسرائيلى حفاظا على أمن شعبها الصغير، ومن المؤكد أن سعد الحريرى يمكن أن يقول للقاهرة غير ما يقوله فى أى عاصمة أخرى لأنه يثق فى حسن نيات القاهرة وسلوكها تجاه الشعب اللبنانى كافة. 

مرحبا بسعد الحريرى فى مصر، تحتضنه وتشد على يديه وتثق فى قدرته على أن يذهب بلبنان بعيدا عن حافة الحرب التى قادها إليها قادة إيران وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذى لم يحسن إحداث التوازن بين مصالح وطنه لبنان فى الأمن والسلام وطموحات طهران فى أن تهيمن على أمن العرب والخليج، وكسب شعبية جارفة عندما كان همه الأول حماية طائفته الشيعية فى جنوب لبنان من عدوان اسرائيل، وفقد كل ذلك عندما أصبح مجرد لاعب بالإيجار فى الحوزة الإيرانية، يلعب لصالح طائفته وفد يفيدها فى الأمد القصير وربما يعزز الخوف منها لا عليها، ولكنه يضرها ضررا بالغا فى الأمد المنظور خلال جيل أو جيلين على الأكثر ! . 

والحق أن إعلان سعد الحريرى إمكان عودته إلى الحكم كرئيس وزراء للبنان، المنصب المعقود للسنه، فتح الآمال واسعة أمام فرصة عودة الاستقرار للبنان، لأنه أقدم الزعماء السنة الذين يستحوذون على ثقة جميع اللبنانيين سنه وشيعة ومسيحيين، وأظن أن الكنيسة المارونية تحبه وتثق فيه، فضلا عن صلاته الدولية الواسعة التى ورثها عن والده، وله أيضاً علاقاته القديمة مع السعودية التى وطدت علاقة لبنان بالسعودية، وما من مشكلة تمنع سعد الحريرى من العودة سوى إحساسه بضرورة إعادة النظر فى دور حزب الله والدولة اللبنانية كى تعود الأمور إلى مجاريها الصحيحة بما يحول دون أن يصبح الحزب عبئا على الدولة وأمن لبنان!، يجر البلاد بين الحين والآخر إلى أزمة شديدة تتعارض مع طبيعة لبنان وتشكيله الطائفى وحقيقة دوره كهمزة وصل بين حضارات المنطقة وأديانها، لكن عودة حزب الله إلى دوره كحزب لبنانى يمارس دوره فى إطار ترسمه مصالح لبنان يعنى أن يغير حزب الله مجمل سياساته تغييراً جذريا، يجعله يضع فى اعتباره أولا وقبل كل شىء مصالح لبنان لا مصالح طهران، خاصة أن التطابق الكامل بين إيران ولبنان يكاد يكون متعذرا إن لم يكن منعدماً بين دولتين إحداهما دينية والأخرى تقرب أن تكون طائفية تحاول أن تكون علمانية. 

وأظن أن سعد الحريرى يعرف جيداً مدى صعوبة المشكلة، خاصة بعد أن أصبح حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية، وأن هذه المعركة لا يمكن كسبها بضربة واحدة قاضية أو حرب أهلية سريعة النتائج، وما من حرب أهلية بخبرة لبنان التاريخية يمكن كسبها بالضربة القاضية، هى معركة يمكن كسبها بالنقاط وعلى أجل زمنى غير قصير، بدايتها تقوية الجيش الوطنى اللبنانى بحيث يصبح أقوى من كل الميليشيات المسلحة بما فيها حزب الله، وتوحيد الصف الوطنى اللبنانى بما يضمن الحفاظ على هوية الدولة اللبنانية كجسر وصال، وإلزام الأحزاب اللبنانية دستورا جديدا يحدد نطاق عمل الأحزاب فى الإطار الجغرافى للدولة اللبنانية، وبما يضمن أن يصبح تنوعها مصدر قوة لا مصدر ضعف، لا يخترق حقوقها مصالح صغيرة، ومن ثم فإن المطلوب من سعد الحريرى أن يملك برنامجا وخطة تحدد مراحل التنفيذ بما يجعل الدولة قادرة فى البداية أن تلزم حزب الله ممارسة نشاطه فى حدود وطنه الجغرافى. 

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تدعم مصر الحريرى لماذا تدعم مصر الحريرى



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:14 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب
 العرب اليوم - زيلينسكي يرى أن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab