بقلم : مكرم محمد أحمد
يمكن ان يصدق عليه وصف الحرباء أو صاحب الألف وجه، ولكن التسمية الأكثر صدقا لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى الراحل أنه مؤلف كتاب إسرائيل واحد المؤسسين الأوائل لجيش الدفاع مع بن جورين، وهو الذى أقام مفاعل ديمونة فى النقب ومكن إسرائيل من الحصول على القنبلة النووية، كما أنه أول من اطلق مهمة الاستيطان على أرض الضفة الغربية متحديا رئيس الوزراء اسحاق رابين عندما كان وزيرا للامن عام 1974، وهو الذى أمر بقصف مدينة قانا جنوب لبنان خلال الحرب اللبنانية عام 2006، وقبل ذلك كان أحد الذين صمموا العدوان الثلاثى على مصر.
وعلى المستوى الداخلى كان هو الذى سلم حكم إسرائيل إلى الليكود عندما لقى حزب العمل هزيمة منكرة عام 1977على يد مناحم بيدن، ومن انجازاته ايضا انهاء سيطرة حزب العمل على الحياة السياسية فى اسرائيل لانه منذ هذا التاريخ توالت هزائمه امام اسحاق شامير وبنيامين نيتانياهو ولم ينجح فى اى انتخابات رغم ترشحه لرئاسة الحكومة عدة سنوات، ولهذا سمى بالمرشح الخاسر، وينظر غالبية الفلسطينيين إلى شيمون بيريز على انه احد قادة إسرائيل الكبار الذين ساندوا عدوان إسرائيل المستمر على الشعب الفلسطينى وان كان لقبه الأشهر أنه مجرم حرب قانا بعد أن قصف اللاجئين الذين احتموا باحد مواقع الامم المتحدة فى قرية قانا جنوب لبنان.
وفى اطار جهود الغرب لتضخيم أى إشارات تتعلق بإنهاء الصراع العربى الاسرائيلي،حصل شيمون بيريزعلى جائزة نوبل التى تقاسمها مع اسحاق رابين وياسر عرفات بسبب اتفاقات أوسلو التى لم تشهد أى تطبيق عملى على ارض الواقع!، لكن شيمون بيريز شأنه شأن إسرائيل كان يمتلك قدرة تسويق هائلة لبعض أفكاره التى عبر عنها وهو رئيس لدولة إسرائيل،عندما أعلن أن السلام هو الذى يحقق الأمن لاسرائيل منتقدا بصورة غير مباشرة فلسفة الليكود التى تصر على ان تحقيق الأمن ينبغى ان يسبق السلام. رحل بيريز عن عمر93عاما دون أن يحقق لاسرائيل الأمن أو السلام، وقد شارك فى تشييع جنازته مائة شخصية من سبعين دولة على رأسهم الرئيس الأمريكى أوباما والرئيس السابق بل كلينتون كما شارك سبع ممثلين لدول إسلامية فى مقدمتهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس الذى بالغ كثيرا فى رثائه لبيريز عندما وصف رحيله بأنه خسارة للانسانية وخسارة لسلام الشرق الأوسط .