بعد العسر يسر

بعد العسر يسر!

بعد العسر يسر!

 العرب اليوم -

بعد العسر يسر

بقلم : مكرم محمد أحمد

اعتقد أن الحدث الأهم فى مؤتمر شباب الإسكندرية، الذى يفوق أى إنجاز مادى ويشكل نقطة تحول مهمة فى مسار مصر الاقتصادي، هذا اليقين الواثق الذى خرج من حوارات المجموعة الاقتصادية بأن مصر على الطريق الصحيح لإصلاح اقتصادى جاد تؤكد كل الشواهد أنه سوف يؤتى ثماره قريبا لينشر موجة تفاؤل حقيقية، تستند إلى أسباب عقلانية وعلمية واضحة ورشيدة، وواقع يومى يتغير تحت ناظرينا على مدار الساعة، وأرقام جديدة ذات دلالات جد مختلفة، تؤكد ارتفاع معدلات النمو الحقيقى خلال عام واحد من 3٫4 فى المائة إلى 4٫9 فى المائة، تنبئ بالاستمرار والاستدامة والمزيد من التقدم، وانخفاض ملموس فى معدلات البطالة تؤكد قدرة الاقتصاد الوطنى على توليد 700 ألف فرصة عمل جديدة كل عام، وأن الفرج قريب، وأن المصريين يعبرون عنق الزجاجة إلى وضع أفضل، وأن مصر تنهض من جديد دولة قوية تصر على تحسين جودة حياة أبنائها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وأن الإرهاب إلى زوال، ينحسر من فوق أرض سيناء ويتم تعقب فلوله فى صعيد مصر والدلتا، وأن مصر سوف تظل ـ كما وعد جل جلاله ـ بلدا عزيزا يدخله الجميع آمنين.

رفع مؤتمر الإسكندرية معنويات المصريين وطمأنهم إلى غد أفضل رغم المصاعب التى كابدوها، وأنهى هذا اللغط الشديد الذى عاشته مصر منذ أن تم تحرير سعر الصرف والجميع يسأل، مصر إلى أين فى ظل هذا الغلاء البلاء وهل لها من كاشفة؟!، وفتح بدلا من اليأس نافذة أمل كبيرة على مستقبل مشرق، بدد نوره دعاة الإحباط وخفافيش الظلام الذين يتفننون فى نشر الكذب والشائعات، ويحاولون إضعاف الكم وتشويه صورة الجيش وتقويض أسس الدولة المصرية وضرب أمنها واستقرارها.

جزء كبير من النجاح يعود إلى هذا الحجم الضخم غير المسبوق من الإنجازات على امتداد السنوات الثلاث الذى قطع دابر أزمة الكهرباء بوفرة عالية تكفى المشروعات الجديدة، ويتصدى للعشوائيات التى حاصرت كل المدن المصرية من خلال الآلاف من عمائر الإسكان الاجتماعى تنشر الجمال والبهجة فى أحياء جديدة متحضرة تنتشر فى كل أرجاء مصر، تكفى حاجة كل من يريد مسكنا، فضلا عن شبكة الطرق القومية التى سهلت الحياة على الناس، ويزيد على ذلك مؤشرات الاقتصاد الكلى التى تؤكد انخفاض عجز الموازنة وعجز الميزان التجارى وميزان المدفوعات، وزيادة حجم الصادرات وانخفاض الواردات، بما يؤكد أن الإصلاح يختلف هذه المرة لأنه إصلاح حقيقى يصل إلى جذور المشكلات ويجتث أسبابها، يستند إلى إرادة سياسية صلبة لا تتردد فى اتخاذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح مهما تكن كلفته! لكننا لا نستطيع أن نتجاهل قدرة المجموعة الاقتصادية خاصة وزيرتى التخطيط والضمان الاجتماعى د. هالة السعيد وغادة والى على فك طلاسم الاقتصاد ومعادلاته الصعبة فى صيغ واضحة تصل إلى عقول الناس ببساطة ويُسر، تمكن المصريين من أن يعرفوا، لماذا كان الإصلاح حتميا وضروريا؟، ولماذا كان علينا أن نشرب الدواء المر أملا فى التعافي، خاصة اننا كنا نسير فى طريق مسدود نهايته المحققة فشل الدولة المصرية وإفلاس موازنتها!، لاننا نستهلك بأكثر مما ننتج نعتمد فى 60 فى المائة من غذائنا على الخارج، ونشترى بأكثر مما نبيع ونستدين من طوب الأرض، ونعمى عن رؤية حقائق الواقع، نعاند ونكابر فى تحرير سعر الصرف، ونضيع أعواما طوالا دفاعا عن قيمة الجنيه بإجراءات تحكمية ترفضها قوانين السوق، زراعتنا خاسرة لأنها لا تغطى تكاليفها نستورد القمح والذرة والفول لأن إنتاجها فى الخارج أقل كلفة، وصناعاتنا خاسرة لأنها تعتمد فى 70 فى المائة من مكوناتها على الاستيراد، وانتاجنا المحلى راكد وغير متطور لا يقدر على المنافسة، باختصار كنا ندور حول أنفسنا ومشكلاتنا فى دورة مغلقة بلا مخرج.

فتح مؤتمر شباب الإسكندرية عيوننا على هذه الحقائق ونبه المصريين إلى المنزلق الخطير الذى ينحدرون إليه، وحفزهم على أن يواجهوا واقعهم بشجاعة ليدركوا أن الإصلاح كان ضرورة حتمية وأن الدواء المر هو الحل الصحيح، وأن الهرب من التزامات الإصلاح جريمة تصل إلى حد خيانة الأمانة.

المصدر: صحيفة الأهرام

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد العسر يسر بعد العسر يسر



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab