بقلم : مكرم محمد أحمد
يبدو أن حالة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تتصاعد، بسبب تهديدات إيران لدول الخليج، وتعرضها بين الحين والآخر لحرية الملاحة فى هذه المنطقة الحيوية التى يمر منها أغلب إمدادات الطاقة فى العالم، وإصرارها على توظيف عملائها من الحوثيين لتهديد أمن السعودية التى تتعرض مدنها, خاصة الرياض للصواريخ الحوثية التى تنطلق من اليمن، والواضح أن الأوضاع فى تصاعد مستمر، دليل ذلك عزم الولايات المتحدة على إرسال المزيد من قواتها إلى الشرق الأوسط، ويوم الجمعة الماضى أعلن الرئيس الأمريكى ترامب على لسان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شانهان أنه وافق على طلب القيادة المركزية للشرق الأوسط إرسال مجموعات إضافية من القوات المسلحة الأمريكية إلى أماكن لم يتم تحديدها فى الشرق الأوسط خارج العراق وسوريا، وأن هذه القوات تضم فرقة من صواريخ باتريوت ومجموعات من العاملين فى أجهزة المخابرات وعددا من الطائرات القاذفة والمقاتلة، وأن الهدف الرئيسى لهذه القوات المساعدة فى مواجهة المخاطر الإيرانية المتزايدة من جانب طهران أو عملائها الحوثيين، كما تشمل الإجراءات الجديدة بيع صفقة سلاح أمريكية للسعودية والإمارات وبعض دول المنطقة التى لم يتم تسميتها، وزعم القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى أن الهدف من إرسال المزيد من القوات الأمريكية الذى يربو على 1500 جندى هو حماية القوات الأمريكية فى المنطقة، وتقليل مخاطر سوء التقدير والحساب. وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب جديدة فى الشرق الأوسط، ولكن ثمة أهدافا إستراتيجية مهمة لابد من تحققها تشمل حماية حرية الملاحة، ومواجهة فلول داعش فى العراق وسوريا، وهزيمة تنظيم القاعدة فى اليمن، إضافة إلى حماية أمن إسرائيل، وقال شانهان إن تشكيل القوة الإضافية الجديدة لا يُشير إلى أى طابع هجومى، كما أكدت كاترين ويلبرجر مساعدة وزير الدفاع لشئون الأمن العالمى أن هذه القوات الجديدة لن تذهب إلى سوريا والعراق، ولكن إلى مناطق أخرى فى الشرق الأوسط رفضت الإفصاح عنها، وأن أمريكا لن تبحث عن حرب مع إيران، ولكنها تسعى إلى وقف الاعتداءات المحتملة، وقد اتخذت عدة إجراءات لتحقيق أهدافها أهمها زيادة العقوبات على إيران، واعتبار الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية، كما رفضت تجديد السماح لـ8 دول بينها الصين والهند شراء البترول الإيرانى، وقال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى إن الإجراءات التى بدأت بإرسال حاملة الطائرات إبراهام لنكولن ومقاتلات بـ 52 وصواريخ باتريوت تحتاج إلى تعزيزات إضافية لأن واشنطن ترفض أن تترك شيئا للصدفة. وكانت قد راجت تكهنات أخيرة أن حدة التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة قد خفت حدته وأن إيران لم تعد تشكل خطرا على أمن المنطقة ثم جاءت تصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكى كى تصب المزيد من الزيت على النار، وإذا كان البرنامج الأمريكى كما عبر عنه القائم بأعمال وزير الدفاع يشمل قطع دابر داعش، وتدمير تنظيم القاعدة والتقليل من مخاطر الحوثيين، وضمان حرية الملاحة فى منطقة الخليج، وحماية أمن القوات الأمريكية فى المنطقة، وتعزيز أمن السعودية والإمارات, فالواضح أننا إزاء برنامج غير قصير الأمد، خاصة أن البنتاجون وعد بإعادة تقييم الموقف لسد أى ثغرات محتملة، وكانت الولايات المتحدة ودول الخليج قد اتفقوا قبل أسبوعين على زيادة حجم الوجود العسكرى الأمريكى المباشر فى دول الخليج وسواحلها، والسماح لمزيد من القوات الأمريكية بالتمركز فى المنطقة.